للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شره بنو شيبان وبنو ضبيعة في ديار ربيعَةَ، كما عانت من شره مراد وخَثْعم في أرض اليمن، وقد شهد له الأبطال والفرسان (١).

وقال أبو عبيدة: "خرج سليك في الشهر الحرام حتى أتي سوق عكاظ، فلما اجمتع النّاس ألقى ثيابه ثم خرج متفضلا مترجلا، فجعل يطوف النّاس ويقول: من يصف لي منازل قومه وأصف له منازل قومي فلقيه قيس بن مكشوح المرادي فقال: أنا أصف لك منازل قومي، وصف لي منازل قومك، فتوافقا وتعاهدا ألا يتكاذبا، فقال قيس بن مكشوح: خذ بين مهب الجنوب والصبا ثم سر حتى لا تدري أين ظل الشجر فإذا انقطعت المياه فسر أربعًا حتى تبدو لك رملة وقف بينها الطريق فإنك ترد على قومي مراد وخَثْعم، فقال السليك: خذ بين مطلع سهيل ويد الجوزاء اليسراء العاقد لها أفق السماء، فثم منازل قومي بني سعد ابن زيد مناة، ثم خرج السليك ببعض قومه يريد جهة اليمن ومعه رجل يقال له صرد فلما دنوا من بلاد خَثْعم ضلت ناقة صرد في جوف الليل، فخرج في طلبها فأصابه أناس حين أصبح فإذا هم مراد وخَثْعم فأسروه ولحقه السليك فاقتتلوا قتالا شديدًا، وكان أول من لقيه قيس بن مكشوح المرادي فأسره السليك بعد أن ضربه ضربة أشرفت على نفسه وأصاب من نعمهم هو وأصحابه" (٢)، وقد كانت نهاية هذا الصعلوك الشجاع على يد خَثْعم، فقد قتله سيدها وفارسها أنس بن مدرك الأكلبي وفي سبب قتله روايتان الأولى عن السكري والثانية عن أبي عبيدة. قال السكري في خبر مقتله: "إنه لقي رجلًا من خَثْعم في أرض يقال لها: فخة بين أرض عثيل وسعد تميم، وكان يقال للرجل مالك بن عمير بن ذراع فأخذه ومعه امرأة من خفاجة يقال لها النوار فقال له الخثعمي: أنا أفدي نفسي منك فقال له السليك: ذلك لك على ألا تخيس بي، ولا تطلع على أحدًا من خَثْعم، فحالفه على ذلك ورجع إلى قومه وخلفه امرأته رهينة معه وبلغ ذلك شبل بن قلادة بن عمرو بن سعد وأنس بن مدرك الخثعميين فخالفا إلى السليك فلم يشعر إلَّا وقد طرقاه في الخيل فأنشأ يقول:


(١) محمد رضا مروة، "الصعاليك في العصر الجاهلي"، ص ١٦.
(٢) أبو فرج الأصفهاني "الأغاني"، ج ٢، ص ٣٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>