للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حَنَّتْ نَوَارُ وَأَيُّ حِينٍ حَنَّتِ … وبَدَا الَّذيْ كَانَتْ نَوَارُ أَجَنَّتِ

لَمَّا رَأَتْ مَاءَ السَّلَى مَشْرُوْبَا … وَالفَرْثُ يُعْصَرُ فِي الإِنَاءِ أَرَنَّتِ (١)

كذا ذكر الآمدي سبب قول الشعر، ولكن الأنباري في "شرح القصائد السبع الطوال" (٢) أورد سببًا آخر عن الأصمعي أنه قال: أخبرني أعرابي من بني وائل من باهلة قال: من رجل عن بني ضبة على بنى قتيبة وقد عطفوا الثلاث والأربع على حوار واحد، وذبحوا البقية من أولادها، وأكلوا ليفضل اللبن للخيل فتسقى فتسمن ويغار عليها، وهي الغارة التي أغارت فيها وعلى بني تغلب، فأصابوا النوار وذلك اليوم يسمى يوم ذي طلح.

وقد أورد صاحب "خزانة الأدب" (٣) ما ذكره الآمدي ثم عقب عليه بأن قائل هذه الأبيات هو جحل بن نضلة وهو جاهلي أيضًا وهو قول أبي عبيد وتبعه ابن قتيبة في كتاب "الشعراء" وأبو علي في "المسائل البصرية" قالوا: قالهما - جحل ابن نضلة في نوار بنت عمرو بن كلثوم لما أسرها يوم طلح، فركب بها الفلاة خوفًا من أن يلحق به.

ولعل ما في كتاب "الشعر والشعراء" لابن قتيبة اصح، لقدم مؤلفه، وسعة اطلاعه حيث نسب البيتين إلى جَحْل بن نضلة قائلا: كان أسر بنت عمرو بن كلثوم، وركب بها المفاوز واسمها النوار.

واطلح -الوارد في الخبر- أوضحت في (قسم شمال المملكة) من "المعجم الجغرافي" موقعة، وأنه شرق الدهناء على مقربة من التيسية.


(١) نقص حرف من صدر البيت، قال عنه ابن قتيبة: سمي إقواء لأنه نقص عن عروضه قوة، وكان يستوي البيت بأن نقول (متشربًا): يقال: أقوى فلان الحبل إذا جعل إحدى قواه أغلظ عن الأخرى، وهو حبل قوٍ. انتهى.
(٢) ٣٠٥.
(٣) ٤/ ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>