وسابقًا أبلغني الشيخ عودة بن ربيع أن الشيخ سالم بن موسى سيأتي ويقابلنا في الطريق، وبالفعل أتي الشيخ القويضي ورجاله وهم في عدة رجال يفوق عددهم مائة رجل بقليل وهم الصوالحة، وتوقعت أن الشيخ سالم يقابلنا مقابلة حميدة، ولكن الشيخ سالم بن موسى أتانا غاضبًا وقال لي ماذا حدث في الأمر يا عايدي ترسل قافلة الحجاج دون ما تبلغنا ونحن أصحاب البلاد ومتضمنين سلامة الحجاج وحمايتهم من أيام أجدادنا بأمانة؟.
فاعتذرت للشيخ سالم ولكنه قال لي: لم أصدقكم ولم يقنعني قولكم هذا، فأرسلت للشيخ عودة بن ربيع شيخ النفيعات والعليقات وأتانا من عند رجاله وهم قريب لقافلة الحجاج ثم واجهته بما حدث من إدعائه في قوله أنه أبلغ سابقًا الشيخ سالم بن موسى بأمر القافلة، ثم دار الحديث بين الشيخ سالم والشيخ عودة حتى غروب الشمس ولم يقتنع الشيخ عودة بن ربيع النفيعي بأن يساوي القسمة بينه وبين الشيخ سالم شيخ الصوالحة فينقل الحجاج على حسب العادة، ورفض الشيخ عودة كل المحاولات، وقال له الشيخ سالم: بيننا وبينكم عهد وقسمة من أيام أجدادكم وأجدادنا، فقال له الشيخ عودة بن ربيع: نعم بين أجدادكم وأجدادنا عهد وقسمة وليس ملزم لنا العهد والقسمة اليوم!! ثم قال بحدة للشيخ سالم بن موسى: إذا كنت تريد قسمة منافع الحجاج عليكم بسيوفكم!
ثم رد الشيخ سالم بكل تحدِّ وإعلان الحرب فورًا على النفيعات قائلًا للشيخ عودة: قم عند رجالك خارج قافلة الحجاج ونأتيك للحرب فخرج الشيخ عودة غاضبًا. فقال العايدي بعد خروجه للشيخ سالم بن موسى: وحاولت أقنع الشيخ سالم قويضي ورجاله من الصوالحة، فرد القويضي وقال لي: وضعنا في اللوم نحارب أم نستسلم ونترك بلادنا ومنافعها، ثم أضاف قائلًا لي الشيخ سالم: لا تتدخلوا يا عايدي بيننا لسلامتك وسلامة الحجاج … ويسرد العايدي قائلًا:
فقامت بين الطرفين الصوالحة من جهة والنفيعات ومن معهم من حلفائهم العليقات من جهة أخرى واقعة عظيمة وكان النصر في المعركة للصوالحة.
"وقد اقتتلوا قتالًا عنيفًا وثبتوا في مستنقع الموت بعد غروب الشمس وكان سر الليل عند الصوالحة "ادهك يا داهوك" وكانوا يرددون هذه الكلمة بصوت عال