(ذوي سلام) فلما حدثت الهجرة التالية للعوازم بعد سنين وفيها ثلاثون رجلا من أفخاذ العوازم الحالية على رأسهم عودة بن رشدان الجابري الذي كان عقيدًا للقوم (أميرًا) استقروا بالقرب من حجازة في قوص جنوب قنا - وهي البلدة التي ينزل عليها كل وافد من الجزيرة العربية من ميناء (القصير) سمع بنو سالم بالعوازم، فانضموا إليهم، ولعل الاسم الذي أطلق على بني سالم من وقتها - وهو الريافا - راجع إلى أن بني سالم استوطنوا الريف وعاشوا وسط الفلاحين فترة قبل أن يأتيهم بنو عمومتهم من الجزيرة، غير أن بني سالم يُقال أنهم أقاموا قبل العوازم في بلدة تُدعى ريفة من أعمال أسيوط وما والاها لعل التسمية اشتقت منها - أما ما أُرجحه وأراه أقرب للصواب فهو أن بني سالم كانوا - حسب ما يُروى - على درجة عالية من معرفة مواضع الماء، وهذا أمر يعرف عند العرب بالريافا، وهي كما قيل: نوع من الفراسة [يعرف بها] مواضع الماء في الأرض كشم التراب والنبات. ويقال:(إن في الحجاز ونجد من يعرف بذلك إلى الآن) وكان في نزول العوازم الثلاثين من أفخاذ العوازم الحالية ما يلي: الجوابرة (بنو جابر) آل سياف، الخواورة، الجرابات، السعادين، السراحنة، ثم توالت هجرات العوازم بعد ذلك تترى فرادى وجماعات حتى كان آخرها نزول آل صبحي وآل مسلم قبل ما يقرب من مائة وثلاثين عامًا على إثر نزاع مع الحويطات، وقد كانوا وسطهم أقلية، وقد كان بين العوازم والعزايزة حلف منذ انحدارهم من الجزيرة العربية، كما وُجدت أفخاذ من العوازم وسط العزايزة وهم بعض من الخواورة وبني سالم، وإشارة علماء الحملة الفرنسية والتي بقيت في مصر ثلاث سنوات (من ١٧٩٨ - ١٨٠١ م) إلى كيان قائم كالعزيزي يدل على وجود تلك القبائل بما فيهم بما فيهم العوازم قبل