للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد حاولوا النيل منه دون فائدة، وقد أصبح ابن هاشل مثل (الذيب المعنوز) (١) وبعد أن أعياهم مطاردته وفشلهم في القبض عليه، قالوا لابن مسعود: ائتنا بابن هاشل واجعله يصالحنا ونعطيه كل ما يريد شريطة أن يكف غاراته. وبما أن حمد مسعود لم يكن ليصدق كلامهم! إلا أنه قرر أن يرى نهاية القصة، فأرسل لابن هاشل وطلب منه الحضور إليه، فأخبره بما أراد العسكر فوافق ابن هاشل على أن يذهب ويصلح معهم، فذهب في الغد مع حمد مسعود للعسكر فدخلا على الباشا ولعل اسمه (ابن سلمى)، وبعد أن نظروا لهيئة ابن هاشك وضآلة جسمه فقالوا: أنت ابن هاشل الذي فعل كذا وكذا وتقطع الطرق وتأخذ القوافل"؟ فما كان منهم إلا نقضوا عهدهم وأمروا بأخذه للسجن وأمروا اثنان من العسكر باقتياده، وكان مقبلا على (الدروازه) بوابة الكوت الكبيرة، وعندما سنحت الفرصة لابن هاشل وكانت (الجنبيه) في (حقوه) وسرعان ما رد لها ردة خاطفة أسرع من البرق الخاطف فقتل بها من عن يمينه بضربة قوية أنزلت أمعاءه في الأرض وأصاب الآخر ثم أقبل على البوابة مشهرًا سلاحه فصاحت الصافرة فما كان من حرس البوابة إلا أن هموا بإغلاق مصراعيها، فأقبل عليهم وكانوا قد رأوا ما حدث لصاحبهم، فما كان منهم إلا أن هربوا منه فخرج مسرعا ودخل على حمد مسعود وأخبره بأمره.

فقام حمد مسعود واستردفه على الذلول وخرج به من الأحساء، وبعد لحظات لحقت بهم خيل العسكر، فقال حمد مسعود لابن هاشل أنزل في هذا البئر وأنا سوف أرجع لهم وعندما يظلم الليل سآتيك وفعلا نزل حمد هاشل في (بئر جراد) وحرفها حمد مسعود للعسكر، فقالوا له: "نحن نبحث عن ابن هاشل" فقال: "وأنا كذلك" ولما حل المساء ذهب حمد مسعود لابن هاشل ووجده قد غادر مكانه متوجهًا لجماعته عند (الحفاير) فلحقه حمد مسعود حتى وجده قد وصل أهله سالما.


(١) مثل عند آل مرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>