للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وكان الأمراء الحرافشة يتولون بعض شؤون هذه البقعة في أول عهدهم للحكم ومسكنهم في بعلبك وكرك نوح، وهم فرقة من الشيعة نسبت إلى جدها الأمير حرفوش الخُزاعي الذي عقدت له راية بقيادة فرقة في حملة أبي عبيدة بن الجراح على بعلبك، قدموا من بغداد إلى غوطة دمشق ثم إلى بعلبك وسكنوها" (١).

وهناك رواية وردت في موسوعة أعيان الشيعة (٢) تؤكد على اتصال أمراء آل حرفوش ببعلبك مع أقاربهم من قبيلة خُزاعة بالعراق: والرواية تقول: "إن الأمير جهجاء ابن الأمير مصطفى الحرفوشي الخُزاعي، ذهب إلى العراق إلى بني عمه من قبيلة خُزاعة، بسبب ضغط بني عمه عليه وأخذهم الإمارة منه وأنه ذهب إلى العراق كفًّا للشر ورعاية لحرمة أخت الأمراء، وهي أخته، وكان لها نفوذ عليه وعلى غيره ولم يذكر اسمها.

وأن والي الشام أرسل حاكمًا إلى بعلبك محمد أغا العبد أثناء غياب الأمير جهجاه بالعراق، فأرسلت أخت الأمراء كتابًا إلى جهجاه تعلمه بذلك، فحركت فيه الحمية العربية فرجع من العراق إلى سورية وجمع عساكره وهاجم محمد آغا العبد في بعلبك وقتل أصحابه وهرب إلى دمشق وذلك في سنة (١٢٠١ هـ) واستعاد الإمارة، أما والده الأمير مصطفى فقد قتله الأتراك (٣).

وقال الأمير جهجاه حرفوش الخُزاعي قصيدة يفتخر بشعره الشعبي المألوف وانتمائه إلى خُزاعة، وأذكر بعضًا منها:

أنَا بِبَغْدَادْ مَا عِنْدي عَلا يمْ … بهذَا الأمْر ما عندي اطِّلاعِ

كَفِّيْت الشَّرْ وأنَطَيهُمْ قَفَايَا … ارْحَمهُ، اللَّهُمْ مِنْ حِرُوب الخُزاعي

نَهرتْ العَبْدِ هَات المعْنَقِيَّة … عَليها اعتَلَى رَهْط الخُزاعي

ورُمحي منْ جَبلْ بَغدادْ جِبْتُه … وسَيفي حَرَبْتُه سُمَّ الأَفَاعي

عَطَسْت وجِبت من بَغْداد ليكُمْ … تُشِيْل الضَيم عَنكم في ذِرَاعي (٤)


(١) دواني القطوف صفحة ١٥٥.
(٢) أعيان الشيعة للشيخ الأمين.
(٣) أعيان الشيعة ٤/ ٢٥١.
(٤) أعيان الشيعة ٤/ ٢٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>