للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عظيم الروم. قال الأصبهاني: قال إسحاق: فقدم عليه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومع دحيّة بن خليفة الكلبي فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم: السلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فأسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن تتولى فإن إثم الأكابر عليك.

قال عنه خير الدين الزركلي (١): دحيّة بن خليفة بن فروة بن فضالة الكلبي، صحابي بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برسالة إلى قيصر يدعوه للإسلام، وحضر كثيرًا من الوقائع وكان يُضرب به المثل في حسن الصورة، شهد اليرموك وكان على كردوس ثم نزل حمص وعاش إلى خلافة معاوية بن أبي سفيان.

وكذلك منهم الصحابي عبد الله بن أنيس، أبو يحيى من بني وبرة من قُضاعة، ويعرف بالجهني وليس بجهني، صحابي من القادة الشجعان من أهل المدينة المنورة، كان حليفًا لبني سلمة من الأنصار، له أخبار عجاب، من أعجبها حكاية قتله لسفيان بن خالد، أوردها المقريزي في إمتاع الأسماع

وقد سعى الرجل العربي بكل جد لشد أزره وإسناد ظهره بالمصاهرة من قوي شريف، وكان عند العربي اعتقاد راسخ بأن المرأة الصالحة ذات الأصل الثابت والفرع السامي هي من أهم عوامل إنجاب الذرية الصالحية، وكان العربي يتحرى ويبالغ في اختيار زوجته.

قال الفرزدق من بني تميم يمدح فتاة تزوجها على زوجته الأولى:

عقيلة من بني شيبان ترفعها … دعائم للعلا من آل همّام

من آل مُرّة بني المستضاء بهم … من راهط صيد مصاليت وحكام

بين الأحاوص من كلب مركبها … وبين قيس بن مسعود وبسطام


(١) الأعلام ص ٣٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>