للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس".

وقال - صلى الله عليه وسلم - أيضًا: "تنكح المرأة لثلاث [*]: لجمالها ومالها وحسبها ودينها. فاظفر بذات الدين تربت يداك".

ومن منطلق هذا الاعتقاد وهذه الاحاديث، كان الرجل العربي إذا تزوج كلبية فقد أصاب مقصده، وبلغ أقصى غايته في شرف المصاهرة، وكان الزواج من كلبية أمنية المتمني وغاية كل ساع لشرف الصهر لسمو شأن هذه القبيلة.

قال حكيم بن عياش الكلبي يهجو الكُمَيْت (١):

ما سرني أن أمي من بني أسد … وإن ربي نجاني من النار

وإنهم زوجوني من بناتهم … وإن لي كل يوم ألف دينار!

وقال الأصبهاني: هجى الاعشى رجلًا من كلب فقال:

بنو الشهر الحرام فلست منهم … ولست من الكرام بنو عبيد

ولا من رهط جبار ابن قرط … ولا من رهط حارثة ابن زيد

قال: وهؤلاء كلهم من كلب، فقال الكلبي: لا أبا لك أنا أشرف من هؤلاء

وقال سنان الكلبي:

يا أخت قيس سلي عنا علانية … كي تخبري من بيان العلم تبيانا

أنا ذوو حسب مال ومكرمة … يوم الفخار وخير الناس فرسانا

منا ابن مُرّة عمرو قد سمعت به … غيث الأرامل لا يردين ما كانا

والبحدلي الذي أردت فوارسه … قيسًا غداة اللوى من رمل عدنانا

وقال حسان بن ثابت لمسافع بن عياض أحد بني تميم (٢):


(١) الأغاني ج ٦ ص ١٢٦.
(٢) الأغانى ج ١٥ ص ١٢٩.

[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا في المطبوع، والصواب «لأربع»

<<  <  ج: ص:  >  >>