أما موطن قبيلة شمَّر، فصار في نجد الشمالية، وأطلق اسم جبل شمَّر بصورة رئيسية على الجزء الجبلي من هذه الأرض؛ أي الإقليم الذي تشكل تلال: أجا وسلمي، معالمه الرئيسية وتقع مدينة حائل، عاصمة أمير شمَّر بين هاتين السلسلتين، ومن هنا أصبح استعمال كلمة جبل شمَّر مرادفا لاسم منطقة ابن الرشيد؛ أي جميع الأراضي التي تقع تحت سيطرة هذا الأمير في حينها، وهي المنطقة التي تشكل الآن إمارة حائل.
ثم أطلق على هذين الجبلين، اسم جبلي شمَّر؛ لأنَّ هذا الفريق من المهاجرين من طيئ، صار يطلق عليه اسم "قبيلة شمَّر" وشمَّر، مدينة لهما أيضًا باسم الجبل والوادي الموجود بينهما، والذي يسمى البطن.
أما مناخ جبل شمَّر، فهو مناخ صحي وطيب، يشتد البرد فيه في فصل الشتاء، وتكثر أشجار النخيل في سهوله، حتى أنَّها تنمو بين الصخور والتجاويف الموجودة في التلال وبينها، كما توجد أشجار الفواكه الكثيرة هناك.
أما سكان جبل شمَّر اليوم، فهم أصلًا من شمَّر، لكنهم يختلطون ببعض من تميم، وخاصة في الجهات القريبة من وادي الرَّمة والقصيم، وأهل شمَّر متقدمون بالتجارة والحرب، ويحبون شرب القهوة العربية، والمذهب السائد عندهم، هو المذهب السني، والقوانين المتوارثة عندهم هي تشريعات القرآن الكريم والتقاليد العربية الأصيلة، وهم يجيدون قول الشعر رجالًا ونساء، ويعتزون بلغتهم ويعتقدون أنَّها أنقى من لغة سكان ما بين النهرين وسورية ومصر والحجاز؛ لأنَّها أقرب إلى لغة القرآن الكريم.
وتعتبر شمَّر، من بين القبائل العربية شديدة البأس في الجزيرة العربية، ولا يبدو أنهم من جنس مختلط، والرجال عمومًا طوال، ويلبسون الزي العربي والعباءة العربية، ويمكن تمييزهم بسهولة من مظهرهم عن جيرانهم، وهم غاية في الكرم.