للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعشم في قيادة حارب في ظلها أن تكافئه بالإفراج عنه والسماح له بالعودة إلى وطنه وأهله. وكان الصدر الأعظم في حينها المصلح الكبير مدحت باشا الذي كانت سياسته تدعو إلى الحريات والظهور بالتعامل الحضاري مع المواطنين أيد فكرة الإفراج عن راكان وإعادته إلى بلاده ورفع بذلك إلى السلطان عبد الحميد الذي كان لتوه حديث عهد بتقلد منصب الخلافة، وأراد أن يستفتح عهده بالاستجابة المطالب رعيته والشفقة بهم، فقد وافق على ما عرضه عليه الصدر الأعظم فجاء الإفراج عن راكان في وقت صدرت الموافقة السلطانية بالإفراج عن أحد عشر زعيمًا عسيريا كانوا هم أيضًا في المنفى في بلاد البلقان في مكان مختلف عن المكان الذي كان به راكان.

ومما جاء في عرض الصدر الأعظم إلى السلطان عن طريق رئيس الكُتَّاب يطلب الموافقة على الإفراج والسماح لراكان بالعودة إلى بلاده ما نصه: "إن شيخ قبيلة العُجمان محمد راكان المستقرة في داخل نجد، قد نفي قبل ٧ سنوات إلى نيش" بسبب "جنحة" مقترفة وبحكم المجاورة لموقع الحرب التي دارت مع الصرب فإنه اندفع وخاض غمارها وأبرز شجاعة مشهودة وبسالة مفتخرة وتقدم ب "عرض حالة المرفق ملتمسا العفو عنه وإطلاق سراحه، وحيث إنه متقدم في السن نرى أنه جدير بالمرحمة .. ولا بأس من تخلية سبيله، بتأكيد الاستفسار الذي تلقيناه من ولاية البصرة في البيان والإشعار.

وفي صدد العفو عنه وإطلاق سراحه، على الوجه الذي تصدر به الإرادة السنية المتعلقة بالرحمة المعتادة من لدن جناب السلطان تفضلا بمنطوقه العالي .. فسنقوم بإنفاذه مع تبيين ذلك في تذكرة الثناء لسيدي سطر ١٤ ج "جمادى الأولى" سنة ١٢٩٤ هـ (م) الرمز المتبع في التقديم من قبل الصدر الأعظم وشرح عليها رئيس الكتاب بما نصه:

"لقد تفضل ونظر حضرة السلطان على التذكرة السامية للصدارة التي تلقيتها بأنامل التعظيم مع ما التفت به من "عرض حال" وما استأذنتم به من مضمون يختص بالمومى إليه محمد الراكان بصدد العفو عنه وإطلاق سراحه، وقد تفضل

<<  <  ج: ص:  >  >>