للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخزاعي بالولاء، كان جده رزيق بن ماهان مولى طلحة الخزاعي المشهور بالكرم والجود المفرط.

لُقِبَ طاهر بن الحسين ذو اليمينين: لقبه بذلك المأمون واختلفوا في تلقيبه هذا لأي معنى كان، فقيل: لأنه ضرب شخصًا في وقعته مع علي بن ماهان فقده نصفين، وكانت الضربة بيساره، فقال فيه بعض الشعراء.

"كلتا يديك يمين حين تضربه"

وكان جده مصعب بن رزيق، وقيل: زريق كاتبًا لسليمان بن كثير الخزاعي صاحب دعوة بني العباس.

وكان أولاد طاهر طلحة وعبد اللَّه وعلي (١) وحفيده عبيد اللَّه من الذين تسلموا قيادات هامة في الدولة العباسية، تقديرًا لطاهر الذي حاصر بغداد سنة (١٩٨ هـ) وقتل الأمين، ثم ولي خراسان سنة (٢٠٥ هـ) وبقي فيها حتى مات سنة (٢٠٧ هـ)، وقيل: إن المأمون اغقاله وكان آل طاهر الخزاعي بالولاء من المناصرين للمأمون في حربه مع أخيه الأمين.

وأحب طاهر الشعر والشعراء وبذل لهم، وكان بعين واحدة أي أعور العين وقال الشاعر:

يا ذا اليمينينِ وعينٌ واحدة … نقصانُ عينٍ ويمينٌ زائدة

ووصفه الجهشياري بقوله: "أعور كريه الوجه" (٢).

ويظهر أن خلافًا وقع بين آل طاهر الخزاعي بالولاء، وبين الشاعر دعبل الخزاعي، صاحب اللسان السليط البذيء الذي قال يهجو طاهر بن الحسين وأولاده:

تَولّي طاهرٌ مِنْ بَعْدِ أنْ قَدْ … أقامَ فلا يُسامُ ولا يَسومُ (٣)

وأبقى بعدَهُ فينا ثَلاثًا … عَجائِبَ تُسْتَخَفُّ لها الحُلومُ (٤)


(١) عليٌ هذا ولي خراسانة سنة ٢١٣ ولاية مؤقتة بعد موت أخيه طلحة الذي كان نائبًا عن أخيه عبد اللَّه، حتى وصل عبد اللَّه إلى خراسان سنة (٢١٤ هـ). ديوان دعبل.
(٢) الوزراء والكتاب - ٢٩١.
(٣) طاهر بن الحسين. . . فارسي الأصل، وكان من قادة المأمون.
(٤) الحَلوم: العقول، ومفردها حلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>