للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجود قيس بالحوف الشرقي بخاصة - لا بمصر كلها - قبل زمن ابن الحبحاب. ولكن من الثابت أن قبيلتي فهم وعدوان اشتركتا في الفتح واختطتا بالفسطاط. ومن الثابت كذلك أن قبائل أشجع وعبس وثقيف - وكلها من قيس - شهدت فتح مصر وأقامت بها. وقد وضحنا هذا عند حديثنا عن هذه البطون (١). ومن الثابت أيضا أنه كان لقيس داران بالفسطاط: دار كعب ابن ضنة ودار الزبير (٢). كما كان لها - شأنها شأن القبائل الأخرى - مجلس في جامع عمرو تحده أربعة أعمدة مذهبة الرءوس ذهَّبها قُرة بن شُريك العبسي (٣) أمير مصر القيسي (٩٠ - ٩٦ هـ) محاباة لقبيلته، وفي هذا المجلس قضى عبد الملك بن رفاعة الفهمي، أمير مصر القيسي كذلك، بعض الوقت يوم عزله سنة ٩٩ هـ (٤).

عاشت قيس إذن في مصر منذ الفتح ممثلة في خمس من قبائلها. وشاركت طوال القرن الأول في الحياة المدنية لمصر. وظهر منها الوجوه والأمراء وكبار الموظفين: كعب بن يسار العبسي (٢٠ هـ)، خالد بن ثابت الفهمي (٢٠ - ٦٤ هـ)، حبيب بن أوس الثقفي (٢٠ - ٦٥ هـ)، ابن يربوع الفزاري (٨٧ هـ) بنو رفاعة (٨٩ - ١١٩ هـ) قُرَّة بن شُريك (٥). ولكن عدم تجاوب قبائل قيس المصرية مع حركة قيس العامة ضد الخلافة بالانضمام إلى ابن الزبير ومحاربة الأمويين منذ ٦٤ هـ حتى ٧٣ هـ (٦) دليل على أن قيسا لم يكن لها بمصر من القوة ما يمكنها من القيام بمثل هذه الحركة.

وفي سنة ١٠٩ هـ طلب ابن الحبحاب من هشام الموافقة على انتقال عدد من قيس إلى مصر (٧). ولم يتردد هشام في الموافقة بسبب قوة مركز قيس في بلاد


(١) انظر الصفحات التالية من البحث.
(٢) فتوح مصر ص ١١١.
(٣) الخطط ج ٤ ص ٦.
(٤) الولاة ص ٦٧.
(٥) تحدثنا عن هذه الشخصيات بالتفصيل في قبائلها في الصفحات القادمة.
(٦) Ency.IsI.ll،p.٦٥٥، وبروكلمان: تاريخ الشعوب الإسلامية ج ١ ص ١٥٦ و ١٥٧.
(٧) الولاة ص ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>