للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلوف وفيه امرأة شابة بضة فسألها أين الحي فقالت خلوف فتسنمها فلما فرغ منها وقام عنها بادرت إلى الماء فأخبرت القوم بأمرها فركب أنس بن مدرك فلحقه فقتله فقال عبد الملك: لاقتلن قاتله وذكر له الزبير بن بكار في النسب كان عبد الله بن الحارث الوادعي يأتي مكة كل سنة فلقيه أنس بن مدرك الخثعمي فأغار عليه وسلبه فقال في ذلك شعرا:

ومارحلت من سرو تجهز ناقتي … ليحجبها من دون سبيك حاجب

عتا أنس بعد المقيل فصدنا … عن البيت إذ أعيت عليه المكاسب (١)

وهو فارس من فرسان العرب المشهورين، كان أحد الفرسان الأربعة الذين أهدى لهم النعمان بن المنذر الرماح. حيث قال صاحب الأغاني: "بعث النعمان ابن المنذر بأربعة أرماح لفرسان العرب فأخذ أبو براء بن عامر بن مالك رمحا، وسلمة بن طارق اللحام رمحا؛ وهو جد الأخطل، وأنس بن مدرك رمحا، وعمرو بن معد يكرب رمحا" (٢).

وهو من حكام العرب المشهورين في الجاهلية، فقد تنافر بنو فزارة وبنو هلال إليه وتراضوا به فحكم للفزارس وأعطاهم من الهلاليين مائة بعير (٣).

وهو شاعر مكثر يتضح ذلك من قوة شعره ورصانته، إلا أن مصادر الأدب لم تحفظ من شعره إلا القليل، فقد ضاع من جملة ما ضاع من شعر الجاهلية، ومن شعره:

كم من أخ لي كريمٍ قد فجعت به … ثم بقيت كأني بعده حجر

لا أستكين على ريب الزمان ولا … أفضي على الأمر يأتي بعده حجر

مردي حروب أدير الأمر حابله … إذ بعضهم لأمور تعتري جزر

قد أطعن الطعنة النجلاء أتبعها … طرفا شديدا إذا ما يشخص البصر


(١) الإصابة في تمييز الصحابة، ج ١؛ ص ٨٥.
(٢) الأصفهاني "الأغاني"، ج ٨، ص ٢٩٠.
(٣) الآلوسي "بلوغ الأرب في معرفة قبائل العرب" ج ١؛ ص ٢٩٨

<<  <  ج: ص:  >  >>