للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول شاعر ثالث:

ما زال ذاك حالها وحالي … تغشى ظلام الليل والأهوال

حتى أتت ترجًا على أحمالي … وبيشة النخل بلا إغفال (١)

ويذكر البعض بوجود الأسود في هذا الوادي وقد أشار الشاعر ابن مقبل من بني عامر بن صعصعة من هوازن ومن مشاهير الشعراء المخضرمين إلى ذلك إذ يقول:

جلوسًا بها الشم العجاف كأنهم … أسود بترد أو أسود بعتودا (٢)

٢ - وادي تبالة: بفتح التاء وتخفيف الباء فألف مد بعدها لام مفتوحة فهاء -نسبة إلى المكان تبالة، وتبالة اسم بلد بعينه، وفي المثل، "أهون من تبالة على الحجاج"، وكان الخليفة عبد الملك بن مروان قد ولاّه إياها فلما وصلها الحجاج رأى أنها أقل مما يطمح إليه فعاد ولم يدخلها. وعنها يقال المثل السائر" ما حللت تبالة لتحرم الأضياف، وهو بلد خصب مريع وكانت ترتع فيها الأسود، يقول الشاعر:

وأكثرهم شبابًا في كهولٍ … كأسد تبالة الشهب الوراد (٣)

وقد ورد اسم تبالة على لسان عدة شعراء فقد قال طرفة:

رأى منظرًا منها بوادي تبالة … فكان عليه الزاد كالمقر أو أمر

وقال الحزازة العامري ضمن قصيدة طويلة:

رويت قيعتا تبالة غيثًا … فذوات الآصاد فالعبلاء (٤)


(١) صفة جزيرة العرب -ص ٤٥٣ - الهمداني.
(٢) صفة جزيرة العرب، ص ٧٧، الهمداني.
(٣) الهمداني، المرجع السابق، الصفحات بالترتيب، ٣٧٠، ٣٢٣، ٣٧٩، ٤٣٠.
(٤) الهمداني، المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>