للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣) وذكر هاشم بن سعيد النعيمي في تاريخ عسير في الماضي والحاضر عن عبس جازان وقعة هامة شاركت فيها هذه القبيلة حيث قال تحت عنوان "وقعة بني عبس" (١):

لا يخلو زمان أو مكان من فيضان الفتن القبلية التي من منشئها حب التشفي، والأخذ بالثأر، والعصبية العشائرية مما يسببه الاحتكاك عند مواقع الرعي، ومناهل المياه، ولم يكن الوقت الذي وصل إلى الحكم فيه الأمير علي بن مجثل بأقل نصيب من غيره من حيث اشتعال الحروب القبلية بين العشائر المنطوية تحت نطاق إمارته. وكان أشدهم تمردا على الأمن القبائل القاطنة بسفوح صدر وادي بيش وما يجاوره من جهتيه الجنوبية والشمالية كقبيلة بني سعد، وسكان حقو عبس المعروف، ومشاكلها من قبائل تلك الجهة، قد بلغ من تعدياتهم أن ساء الأمن، وتعطلت السبل، وسفكت الدماء. وبطبيعة الحال فإن المنطق السليم لا يتفق وطباع أولئك الموتورين بمرض السلب والقتل، بل المنطق الذي يتفق وطباعهم ويقصر من جماحهم هو منطق السيف ألا غير، لذلك نرى الأمير العسيري يتقدم بحملة عسكرية تأديبية ضد بني عبس، فينكل بأفرادها، وينهب أموالها، ويوطدها للأمن، فكان لغزواته تلك آثارها الإيجابية في نفوس مثيلاتها ممن كان يحذو حذوها من قبائل تلك الجهات. وذلك في عام ١٢٤٣ هـ، إلَّا أن غزوته تلك لا تخلو من هدف سياسي، تجلت نتيجته في زحفه على مدينة صبيًا واشتباكه مع حاميتها التركية، ففي شهر شعبان من السنة نفسها تقدم على رأس قوة من رجاله، فاحتل مدينة صبيا (٢)، وأخرج حاميتها التركية. وكان قائدها يَدَّعي عجراف، ونصَّب عليها أميرة من رجاله يدعى مغرم بن مشاري، وحصنها بقوة من رجاله ثم عاد إلى بلاده.


(١) الحفظي، تاريخ عسير (مخطوط).
(٢) العقيلي، تاريخ المخلاف السليماني، ج ١ ص ٥٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>