للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للدولة الإدريسية ولهذا السبب بدأ الإدريسي ينظر إلى جبال هروب لمناعتها وارتفاعها.

وبالفعل فقد اشترى بعض الأراضي الزراعية وأسس هناك حصنا، بعدها اتجه نظره لجبال بني مالك وجبال فيفا إلى الظاهر، لأن لها من المناعة والخصوبة وكثرة السكان والسذاجة الفكرية وأيضًا لعدم اهتمام الأتراك بها وذلك بعدها عن نفوذ الإمام يحيى حميد الدين ملك اليمن، وقد استطاع الإمام الإدريسي أن يضمها إليه بسياسته وحنكته فقط وقد كان نائبه على فيفاء (عرار بن ناصر النعمي) وكانت جبال فيفاء نقطة انطلاق الإدريسي وتوسيع دائرة نفوذه فشمل نفوذه جبال النظير بل جبال رازخ جميعها (١).

ففي عام ١٣٢٨ هـ أرسل عمه لمحاصرة أبها فاستنجدت الدولة العثمانية بشريف مكة الحسين بن علي فخرج من مكة في شهر ربيع الثاني من سنة ١٣٢٩ هـ وفك الحصار عن أبها وقد اعتصم الإدريسي بجبال فيفاء وفي نفس السنة أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية وقامت بمحاصرة ولاية اليمن وأثناء وقوف الأسطول الإيطالي بجيزان بلغ الإدريسي ذلك فنزل من جبال فيفاء إلى صبياء وتخابر مع إيطاليا وأبدى استعداده لمساعدتها فأنزلت إليه كمية كبيرة من المدافع والبنادق واستأنف الحرب مع الدولة العثمانية من جديد (٢).

بعض الأحداث التي جرت لجبال فيفاء في العهد الإدريسي

زحفت قوات الإمام محمد بن علي الإدريسي على بلاد سحار في عام ١٣٣٣ هـ وكان لرجال فيفاء مشاركة في هذه الحرب.

قال الشاعر فرح بن أسعد الأبياتي الفيفي قصيدة بهذه المناسبة جاء فيها:


(١) العقيلي، محمد أحمد، "المخلاف السليماني"، ص ٦٥٨.
(٢) الجرافي، عبد الكريم عبد الله، مرجع سابق، ص ٢٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>