للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرجنا في العاشرة صباحًا فأخذنا من البلد جنوبًا على جسر نجران الذي يتوسط الوادي، ثم عطفنا يمينا على امتداد ضفة الوادي اليمنى بقرب سافح جبل (رير)، الجبل الذي يشرف على نجران من الجنوب، وخلفنا مدينة الأخدود وراءنا، وبعد قيل جاءنا من اليسار وادي (نهوقة): وادٍ ذو فوهة واسعة تنفرش أرضه كثيرًا فيه أشجار السمر "الدوح"، وفيه على جنباته أحياء من صناديق الزنك، علمت فيما بعد أنهم من اليمنيين وخاصة من الهاربين من اليمن الجنوبية خلال السنوات الماضية، وعلمت أيضًا أن وادي نهوقة هذا سيخطط ويعمر، ذلك أن البلد هنا في نهضة عارمة، ثم مررنا بجبل (رعوم) حائز وسط الوادي يحف السيل بجميع جوانبه، وعلى رأسه قلعة لست بالحصينة بناها إمام اليمن إبان احتلاله نجران (١)، وعلى ١٢ كيلًا من وسط البلد بسفح جبل رعوم من الغرب قرية تتوسط الوادي ذات نخل ونزل جميلة تشرف عليها الجبال الشواهق من كل جانب، هذه تسمى (سلوى)، ثم على ثلاثة أكيال منها إلى الغرب وأنت تؤم السد، قرية (الموفجة)، كثيرة النخل والنزل تشبه روضة في متسع نسبي بين الجبال، وتعتبر الموفجة من القرى الرئيسية في نجران. وبعد ٢٤ كيلًا من منزلنا وصلنا إلى سد نجران، وهو سد محكم حسن التصميم والبناء، وليس هو السدود الكبيرة كسد جازان - مثلًا - ولكنه سيوفر لنجران خيرًا كثيرًا.

والوادي بين الموفجة والسد يضيق حتى تظن أنه شعب سينتهي عما قريب، غير أنه يستمر بعد ذلك موغلًا في الجبال مسافة ثلاثمائة كيلًا حسب قول رجل يامي وجدناه هناك. والذي أراه أن في قوله هذا مبالغة، ولم أستطع الحصول على خريطة تؤكد أو تنفي هذا القدير، ويبلغ عرض السد قرابة ستمائة متر بما فيها توغل ساعديه في الجبلين.

وقبيل السد مما يلي منشأة تجتمع الثلاثة أودية مارة الذكر، وقد ترى اجتماعها من على ظهر السد.


(١) يأتي ذلك في قسم التاريخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>