للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذكر المؤرخ سيف مرزوق الشملان (١): "محمد بن علي بن موسى العصفور رجل من رجالات الكويت، وأكبر تاجر لؤلؤ ظهر في الكويت بعد الشيخ أحمد بن رزق المتوفى عام ١٢٢٤ هجري، وهو أول تاجر يسافر إلى الهند ليبيع اللؤلؤ هناك في مدينة بومباي مركز تجارة اللؤلؤ في ذلك الوقت، لقد بلغت ثروة محمد بن علي العصفور نحو أربعمائة ألف روبية وهو مبلغ كبير جدا في ذلك الحين أي في أواخر القرن التاسع عشر للميلاد"، ويضيف المؤرخ سيف مرزوق الشملان: "أن حاكم الكويت الشيخ محمد الصباح في زمانه تحسنت حالته المالية كثيرًا بواسطة أخيه الشيخ جراح الذي يشاركه الحكم، أقول إن أكبر مبلغ من المال تجمع لديهما هو خمس وسبعون ألف روبية وهو مبلغ كبير جدا، وضعا هذا المبلغ أمانة لدى بيت آل إبراهيم في بومباي".

ويذكر الشيخ يوسف بن عيسى القناعي في كتابه صفحات من تاريخ الكويت: "إن في أول القرن الثالث عشر الهجري اشتهر بتجارة اللؤلؤ الشيخ أحمد بن رزق، وبعد الشيخ أحمد اشتهر بتجارة اللؤلؤ محمد بن علي بن موسى بن عصفور ثم هلال المطيري، وهذا أكبر طواش ليس في الكويت بل في الخليج كله". إلا أن الثروة والجاه بدءًا بالانحسار في سنة الطبعة (١٢٨٨ هجري)، حيث يصف الشيخ يوسف القناعي الطباعة (غرق السفن) في كتابه صفحات من تاريخ الكويت (٢): "هي غرق جملة من سفن الكويتيين بسبب طوفان عظيم حدث بين الهند ومسقط، ولم يسلم منه إلا النادر من السفن، وممن ذهبت سفنهم بيت إبراهيم (آل الإبراهيم)، والعصافير (آل العصفور)، ونصف البدر، وابن صبيح (آل الصبيح) ومحمد الغانم".

ومن ذرية محمد بن علي بن موسى العصفور من اشتهر بالسفر الشراعي، ومنهم النواخذة محمد ومحمود وجاسم أبناء عيسى بن محمد بن علي العصفور، وتاجر اللؤلؤ نصف بن عيسى بن محمد بن علي موسى العصفور، الذي كان طواشا في بداية القرن العشرين.


(١) سيف مرزوق الشملان - تاريخ ما أهمله التاريخ، مجلة مرآة الأمة، العدد الأول ص ٣٨، ٣٩.
(٢) يوسف بن عيسى القناعي، صفحات من تاريخ الكويت، الطبعة الخامسة، ١٩٨٧ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>