للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وهم فرقة يسيرة وبينهم الكعبيون ويعرفون بالكعوب (١) - وهم أكبر بيت بإفريقية من العرب؛ ومشيختهم في قوم يعرفون بأولاد أبي الليل وهم أربعة إخوة: يعقوب، وأحمد، وخالد، وقتيبة. [ويجاورهم قوم] هم أعداء لهم يعرفون بأولاد أبي طالب، ولهم شيوخ شتى؛ يعقوب، ومحمد ابنا طالب، وبنو عمهم سُمَير بن عبد الله، ويعقوب بن الحصين، والحاج علي بن شيحة. وأرضهم من بشري إلى بسكرة. ولهم في داخل البلاد إلى باب تونس، ولهم أماكن بها.

ويليهم فرقة كبيرة تعرف برياح (٢). وفيهم ملك العرب القديم بالمغرب؛ وشيخهم يعقوب بن علي بن أحمد - وكان أبوه في غاية الكرم بعث إليه ملك إفريقية بثلاثين حملا من البز الرفيع والتحف السنية فوهبها ثلاثة من المستعطين لوقته. ويجاوره ابنا عمه حلوف بن علي بن جابر ونطاح أخوه - وهم أهل إبل يكون عند الرجل منهم نحو ستين ألف بعير. هكذا ذكر وعليه عهدته!.

قال: ويليهم عرب الغرب الداخل وأول بلادهم وطاة حمزة (٣). وسكانها فرقة يسيرة تعرف بمغراوة تنزل حول قلعة حماد. ويليهم عرب بلاد ريغو واركلة (٤). وهما مدينتان داخلتان في الصحراء؛ وهم من فزارة وشيخهم طلحة بن معهود. قال: وهو رجل من أولياء الله والصالحين من عباده؛ وتنتهي أرضهم إلى المدية في الساحل. ويليهم سويد (٥) وشيخهم عريف بن عبد الله أبو زيدان، وهو رجل جليل القدر، نبيه الذكر، وافر العقل، مشارك في أنواع العلم والأدب والتاريخ والمعرفة بأيام العرب، ووقائع الناس؛ وصحبته في الحج سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، فرأيت منه ما يملأ الصدر، ويقر العين؛ وهو بمنزلة من السلطان أبي الحسن المريني لا تُطاوَل ولا تُحاوَل، ولا يطمع بها طامح ولا طامع. وينتهي حدهم إلى تافيللت من أرض سِجلماسة. قال هذا


(١) قارن بالمقدمة ص ٥١ - ٥٢.
(٢) قارن بنشوة الطرب ٢/ ٥٠٠، والمقدمة ص ٥٢.
(٣) وطن حمزة في العبر ٦/ ٨٩.
(٤) قال في العبر ٦/ ٩٢١: ومن بلاد الصحراوية قرى ربغة وواركلى.
(٥) قارن بالمقدمة ص ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>