للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمتبادر من عبارة "أُمِّر البوق والعلم" أن ملوك مصر مماليك الترك حينذاك كانوا يعينون أمراء العرب تعيينا وأنهم كانوا على مراتب ومنهم من كان يُعطى بوقا أو علما كعلامة من علامات مرتبته، ومن المحتمل أن تكون هذه المرتبة أعلى مراتب أمراء العرب.

والمتبادر كذلك أن هؤلاء الأمراء كانوا أصحاب الكلمة أو الحكم والسلطة في قبائلهم، ومن الطبيعي أن يكون الذين يختارهم الملوك للإمرة هم من البطون أو الأرومات القوية ذات العصبية، وتعيين أمراء للعربان من الكثافة والكثرة ما كان يقتضي ذلك. وفي الجزء الرابع من صبح الأعشى ما يفيد أن إمارات العرب كانت في كل عمل من أعمال مصر القبلية والبحرية على ما سوف نورده بعد.

ومن الزوائد الواردة في صبح الأعشى أن في بطون زريق من ثعلبة أيضا الصبحيين والسعالي والرمالي والمعامرة والسنديون والبحابحة والعقيليين (١). والعلميين وأن من العلميين بطون القمعة والرياحين والفوفة، وأنهم كان فيهم رجال ذوو ذكاء ونباهة خدموا الدول وعقدوا الملوك وقاموا ونصروا وأُمِّروا بالبوق والعلم.

ومما قاله هذا المؤلف أنهم حين دخل منهم من دخل إلى مصر نزلوا في أطرفا بلاد الشرقية، والمتبادر أنهم ظلوا حيث نزلوا وهنا نموا وتكاثروا لأن المؤلف لا يذكر منازل أخرى لهم.

٢ - جرم - طيئ القحطانية:

أن المقريزي ذكر تحت هذا العنوان قبيلتين واحدة من طيئ مثل ثعلبة وأخرى من قُضاعة، وسياقه يفي أن جَرْم التي في مصر هي من الأولى، أما جرم قُضاعة (٢) فبقيت حيث هي ببلاد غزة والداروم مما يلي الساحل إلى الخليل.


(١) العقيليين: تنطق في شمال سيناء الآن العقايلة والآتي التفصيل عنهم.
(٢) وذكر عارف العارف أن قبيلة العزازمة في بلاد النقب بفلسطين الآن هي من بقايا جَرْم قُضاعة وهو جَرم بن رَبَّان.

<<  <  ج: ص:  >  >>