في الجيزة وكان له جرأة ومروءة وفيه كرم وشجاعة، وقد قتل صبرا بالقاهرة، وكانت سنبس تنزل بفلسطين والداروم قريبا من غزة وكثروا هناك واشتدت - وطأتهم على الولاة وصعب أمرهم فبعث الوزير أبو محمد الحسن اليازوري وزير المستنصر الفاطمي (٥٢٧ - ٥٨٧ هـ) إليهم في سنة ٤٤٢ هـ يستدعيهم وأقطعهم الجيزة من أرض مصر، وكانت يومئذ منازل بني قُرة من بطون خبيب بن جذام.
فأوطأهم الوزير ديار بني قُرة وأقطعهم ديارهم فاتسعت أحوالهم وفخم أمرهم وعظم في أيام الفاطميين شأنهم. وحينما نادى المعز أيبك أول ملوك الترك بديار مصر سنة ٦٥١ هـ بنفسه ملكا على أنقاض الدولية الأيوبية أنفوا من تملكه لأنه مملوك، فاجتمعوا هم وسائر العرب في مصر وبايعوا الشريف حصن الدولة ثعلب ابن الأمير الكبير نجم الدين علي ابن الأمير الشريف فخر الدين إسماعيل بن حصن الدين مجد العرب ثعلب الجعفري في سنة ٦٥١ هـ فقاتلهم المماليك الترك وقبضوا على الشريف وأصحابه ثم مضوا إلى ناحية سخا من الغربية وقد اجتمع فيها سنبس ولواتة (١) ومن معهم فأوقعوا بهم وقعة شنيعة قتلوا فيها رجالهم وسبوا حريمهم ونهبوا أموالهم فذلت سنبس بعد ذلك وقلت وتفرقت بالغربية.
وكان من الحلفاء سنبس عذرة ومدلج ويجاورهم فرقة من كنانة بن خزيمة ويجاورهم كذلك فرقة من عدي بن كعب ورهط أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ومقدمهم خلف بن نصر بن منصور العمري ونزلوا بالبرلس وكانوا هم والكنانيون من ذوي الآثار المذكورة في نوبة دمياط، وخلف هذا هو جد نبي فضل الله بن المحلى بن عجاب بن خلف بن نصر وقد تولوا كتابة السر لملوك الترك بالقاهرة ودمشق نحو مائة سنة، وفي سياق المقريزي إشارة إلى أرومات عربية متنوعة الأصول كانت حليفة لسنبس أو مجاورة لها. ومنها ما يحتمل أن يكون جاء إلى مصر كفروع قبائل ومنها ما يحتمل أن يكون جاء كأسرة أو عشيرة. والسياق يفيد كذلك أن ممن ذكرهم من كان صاحب مكانة وسلطان ومن كان يعيش عيشة حضرية ومن كان يتولى أعمالا حكومية في دولة المماليك (الترك).
(١) لواتة: وتذكر من بعض المؤرخين لواثة (بالثاء) قبيلة من البربر في بلاد المغرب وهاجرت إلى مصر قديما ومنها باقي للآن في بلادها.