وإن كان القلقشندي يذكر زناتة ذو كثرة ببلاد المغرب، ولا يعرف منهم أحد الآن في الديار المصرية فيما أظن. ا هـ ص ١٧٦ (قلائد الجمان) تعليق وتحقيق الأستاذ إبراهيم الإبياري.
فهذا لا ينفي نسب قبيلة أبي دومة إلى زناتة لما يأتي.
١ - أن القلشندي نفسه لَمْ يقطع بذلك (١) حيث قال: (وَلَا يعرف منهم أحد الآن في الديار المصرية فيما أظن) ا هـ.
٢ - احتمال نزوح أفراد قبيلة أبي دومة من موطنها ببلاد المغرب إلى مصر بعد حياة القلقشندي. ومن المعروف أن القلقشندي أتم تأليف هذا الكتاب (قلائد الجمان) سنة تسعة عشرة وثمانمائة هجرية.
٣ - واحتمال آخر هو من الجائز أن يكون أفراد هذه القبيلة جاءوا من المغرب بصحبة أفراد من قبائل أخرى، وكانوا جميعًا ينضوون تحت لواء حلف واحد، وشاع إطلاق اسم القبيلة على أشهر القبائل آنذاك والمتحالفة مع القبائل الأخرى القادمة لمصر، وبمرور الزمن صار لبني أبي دومة شهرتهم الخاصة جعلتهم يتخذون طابعهم الخاص، ومن هنا ظهر في سماء العروبة بروق اسم قبيلة أبي دومة التي نتحدث عنها.
هذا من ناحية انتسابها إلى زناتة كما يذكرونها، ومن ناحية ما يذكره المؤرخون حول عدم وجود من ينتسب إليها بالديار المصرية في العصور المتقدمة.
علمًا بأن السيد اللواء حامد صالح في كتابه (نحن العرب) ص ١٠٦ ذكر في أمهات القبائل المتفرعة والتي حصرها في ثلاثة محمد منها زناتة ثم قال: (وفي مصر كثيرون من كلّ هؤلاء).
(١) هذا رأي صحيح من صاحب كتاب الدرر الذهبية لأنَّ زناتة منها قبيلة تحمل نفس الاسم في شمال الصعيد نواحي ببا، وذكرها اميديه جوبير الفرنسي باسم الزناتية وكانوا أعداء الفرنسيين ومنهم في الوجه البحري. كما أن فروعا من زناتة أيضًا نزلت إلى الصعيد بعد موت القلقشندي بمدة وأهمها جراوة ويطلق عليهم الجراوات وسنأتي بلمحة عنهم (انظر عنهم).