للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعُرفت قبيلة البراعصة بين القبائل العربية بمجموعة من الصفات أشهرها كما يقول الأمير شكيب أرسلان في تعليقه على مؤلف حاضر العالم الإسلامي في ج ١ ص ١١٢: الشجاعة والنجدة، وتلقَّب البراعصة بأشراف ووجهاء البوادي ومثقفين يتميزون بنظافة الملبس وحسن المظهر، وكانوا يحفظون القرآن الكريم في سن مبكرة بزوايا السادة السنوسية ولا زال أغلبهم يحفظ القرآن، ولا يميل البراعصة للتعصب القَبَلي.

وكانت حكومة الخليفة العثماني في إقليم برقة تخشاهم كما يقول محمد الطيب بن أحمد بن إدريس الأشهب في مؤلفه برقة أمس واليوم ص ١٢٤ - ١٢٦: تُخشى قبيلة البراعصة ويحسب لها حساب كبير من الأتراك، وخاصة أن البراعصة قد انتصروا على القوات التركية بزعامة خليل باشا والي بني غازي في معركة حاسمة، وقد سجلت أشعار البراعصة هذا الانتصار الباهر على جيش الأتراك.

كما خاضت قبيلة البراعصة معارك غديدة ضد الاحتلال الإيطالى الغاشم الذي بدأ في أوائل القرن العشرين وقد اعتمد المجاهد الكبير عمر المختار على أبناء البراعصة في حروبه ضد الطليان في الجبل الأخضر، وقد أشاد العديد من المؤرخين في ليبيا بالدور الوطني لهذه القبيلة وتحدثوا عن بطولات أبنائها.

وكان الملك إدريس السنوسي ملك ليبيا الأسبق قد اعتمد على رجال البراعصة في تصريف شئون دولته والتي أقيمت بعد خروج الطليان بعد نهاية الحرب العالمية الثانية من الأراضي الليبية.

قال عبد السلام الحبوني عن البراعصة التالي (١):

أملى علي البيد خليل العريضة البرعصي عضو مجلس الشيوخ الليبي قائلا عن قبيلته البراعصة: يرجع نسب هذه القبيلة إلى سلسلة الشرف، المعروف أن جدهم الأكبر المسمّى محمد فخر الدين، والذي ينتهي نسبه إلى سيدي عبد السلام بن مشيش، ويسكن أفراد هذه القبيلة في المكان المشهور المعروف (الجبل الأخضر) الذي يمتد طوله شرقا إلى مدينة درنة وغربا إلى مدينة بنغاري وأمكنتهم المشهورة هي جهات (مسى والبيضا) التي فيها قبر سيدي رويفع الأنصارى الصحابي الشهير وجنوبا (جروس والجراري) ومنهم عدد كبير بجهة الفيوم من الديار المصرية.


(١) انظر أنساب قبائل العرب ص ٩٨ - الحبوني طبعة ١٣٧٩ هـ / ١٩٦٠ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>