وسبب ذلك أن أحد أمراء الجند قيطاس بيك زحف عليه وقاتله وقتل بعض أولاده فقام بحركة على سبيل المقابلة والانتقام. وفي السنة نفسها صدر مرسوم لجميع العرب بالتعمير في أوطانهم عدا سالم بن حبيب وإخوته ومن يلوذ به وسُيِّرت عليه تجريدة جديدة فسار بجماعته إلى جهة غزة فعادت التجريدة بدون طائل.
وفي عام ١١٨٢ هـ سيَّر علي بيك الذي صارت له السيطرة على مصر تجريدة على سويلم بن حبيب شيخ العرب وعرب الجزيرة، فهرب سويلم بمن معه إلى البحيرة والتجأ إلى عرب الهنادي فانكف الطلب عنه.
- في عام ١١٨٣ هـ مات الشيخ سويلم بن حبيب رئيس الحبايبة وشيخ قبيلة نصف سعد، وعقد المؤرخ (الجبرتي) نبذة أو ترجمة فيها وصف سويلم فقال:
جناب الكبير والمقدام الشهير من سارت بذكره الركبان وطار صيته بكل مكان الفارس الضرغام النجيب شيخ العرب سويلم بن حبيب من أكابر عظماء مشايخ العرب بالقليوبية ومسكنهم دجوة في القليوبية على شاطئ النيل (فرع رشيد)، وهو كبير نصف سعد مثل والده حبيب، واشتهر سويلم بالفروسية وعظم أمره وطار صيته وكثرت جنوده وفرسانه ورجاله وخيوله وأطاعه جميع المقادم وكبار القبائل ونفذت كلمته وعظمت صولته عليهم وامتثلوا أمره ونهيه، وصارت له خفارة البرين الشرقي والغربي من ابتداء بولاق القاهرة إلى رشيد دمياط، وكان هو وفرسه مقومًا بألف خيال!، وقد برز أبوه في القرن الثاني عشر الهجري واتفق له ولابنيه سالم وسويلم وقائع أمور عديدة واشتبكوا في مصاولات وحروب مع الأمير إسماعيل من كبار أمراء الجند امتدت مدة طويلة إلى أن مات خصمهم، فاصطلحوا مع ابنه وعادوا إلى قليوب وعمروا مساكنهم ودواوينهم وأتتهم القبائل العربية ومشايخ البلاد ومقادمها للسلام ومعهم الهدايا والتقادم واستقروا، وصار لهم الدور العظيمة والبساتين والسواقي والمعاصر والجوامع، واستقام حال سالم خاصة واشتهر ذكره وعظم صيته واستولى على خفارة البرين ونفذت كلمته بالبلاد البحرية إلى البوغازين (ثغري رشيد ودمياط على الأرجح)، وصارت المراكب والرؤساء تحت حكمه وضرب عليها الضرائب والعوائد، وأنشأ الدوائر الواسعة والبستان الكبير على شاطئ النيل، وكان عظيمًا جدا وعليه سوق وغرس به أصناف النخيل والأشجار وأحضر له البستانية من الشام ورشيد. وقد اندمج في النزاع الذي وقع بين الأمير ابن ذي الفقار ومحمد بيك الشركسي إلى جانب الأول وغنم غنائم عظيمة ومات عام ١١٥٠ هـ، فترأس المشيخة على نصف سعد أخوه سويلم، فسار