للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال نبي المؤمنين تقدموا … وحب إلينا أن نكون المَقْدِمَا

وبتنا بنهي المستدين ولم يكن … بنا الخوف إلَّا رغبة وتحزُّمَا

أطعناك حتى أسلم النّاس كلهم … وحتى صبَّحنا الجمع أهل يَلَمْلُمَا (١)

يضل الحصان الأبلق الورد وسطه … ولا يطمئن الشيخ حتى يُسَوَّمَا (٢)

سمونا لهم ورد القطا زفة ضحي … وكل تراه عن أخيه قد أَحْجَما (٣)

لدن غدوة حتى تركنا عشية … حُنينا وقد سألت دوافعه دَما (٤)

إذا شئت من كلّ رأيت طمرة … وفارسها يهوي ورُمْحًا مُحَطَّما (٥)

وقد أحرزت منا هَوَازِن سربها … وحب إليها أن نخيب ونُحْرمَا (٦)

وقال ضَمْضَم بن الحارث بن جُشَم بن عبد بن حبيب بن مالك بن عوف بن يقظة بن عصية السُّلَمي في يوم حُنَيْن؛ وكانت ثَقِّيف قد أصابت كِنَانة بن الحكم بن خالد بن الشريد السُّلَمي، فقتل به محجنًا وابن عم له وهما من ثَقِّيف وأدرك ثأر كِنَانة، قال شعرًا منه:

نحن جلبنا الخيل من غير مجلب … إلى جَرَشْ (٧) من أهل زيان والفم

نقتل أشبال الأسود ونبتغي … طواغي كانت قبلنا لَمْ تُهْدَم

فإن تفخروا بابن الشريد فإنني … تركت بووچ مأتمًا بعد مأتم

أبأتهما بابن الشريد وغره … جواركم وكان غير مُذَمم

تصيب رجالًا من ثَقِّيف … رماحنا وأسيافنا يَكْلِمنَّهم كلَّ مَكْلَمِ


(١) يلملم: ميقات حجاج اليمن ومن أتوا عن طريقها وهو جبل على مرحلتين من مكة.
(٢) الأبلق: الذي يختلط لونه بالسواد والبياض، الورد: الشرب بالحمرة واجتماع هذه الألوان في الحصان مما يزيده ظهورًا، يسوم: يعلم والكلمة من "الوَسْم" وهو معروف عند القبائل ولكل قبيلة علامة توضع بالنار على الدواب من إبل وأغنام وخيل.
(٣) القطا: طائر. زفه: أسرع به.
(٤) دوافع: مجاري السيل.
(٥) الطمرة: الفرس السريعة الوثابة.
(٦) السرب: المال الراعي.
(٧) جَرَشْ: بلدة في اليمن (أو من مخاليف اليمن من جهة مكة).

<<  <  ج: ص:  >  >>