علم أن المساعيد وحدهم القادمون وأن تحالفهم مع بني عُقبة قد فض، بعدما كانوا مجتمعين يشكلون خطرًا جسيمًا على الدولة أو على ولاية غزة على الأخص، وقد فرض الحاكم المملوكي ضريبة سنوية على أمير المساعيد وهي فرس من جياد خيله يقدمه المساعيد للحاكم كل سنة، كما فرض عليهم دفع العشور. وقال نعوم شقير: إن المساعيد ساروا إلى بلاد غزة فضرب عليه حاكمها فرسًا من جياد خيله يقدمه كل سنة، وقد ظلَّ المساعيد يؤدون الضريبة والعشور حقبة من الزمن؛ لأنهم لا طاقة لهم بحرب الحاكم بعدما فقدوا خيرة فرسانهم في معركة المُطَيْرية علاوة على أنهم فقدوا تحالفهم مع بني عُقبة، حتى تولى إمرتهم الأمير سليمان بن عمرو الشهير بالمنطار والذي يسميه أهل غزة باسم على أبو سليمان الشهير بالمنطار وفي أحيان أخرى يسمونه الأمير أبو علي المنطار.
ولما تولى الأمير سليمان المسعودي إمرة المساعيد في أوائل القرن الثامن الهجري، وقال نعوم بك شقير:(بقى المساعيد يؤدون هذه الضريبة حتى قام عليهم أمير يُدعى سليمان المنطار فاستثقل الضريبة وأبى دفعها وجاهر بالعداوة للدولة في حينه).
وصار المساعيد بأمر من الأمير سليمان كلما جاءهم جباة الدولة لأخذ الضريبة يقومون بضربهم وطردهم فيعودون بلا فائدة، ثم تداعى بهم الأمر إلى أن يقوم من المساعيد أنفسهم جباة للضرائب بدلًا من الدولة وصاروا يأخذون العشور من العربان والأهالي في القرى الفلسطينية، فزاد حنق الحاكم في غزة على المساعيد الذين زادت سطوتهم على الدولة وشكلوا هم حكومة لا تدين بالولاء للمماليك، فقرر في نفسه شيئًا حينما تواتيه الفرصة، كما سنرى في سرد الأحداث التالي ذكرها.