للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى بني وائل أو عنزة فظن البعض من المؤرخين أن بني عُتبة ينتمون جميعًا إلى بني وائل؛ لأن البعض قد حلا له أن يذكر نسب هؤلاء الحكام من صميم عُتبة ويذكر نسب عُتبة إلى جميلة من عنزة أو بني وائل، وهذا خطأ فادح؛ لأن هذه الأُسر الحاكمة هي بالفعل مؤكدة النسب روحًا ودمًا إلى بني وائل ومنبعها في الهدَّار من أرض نجد ولكنها قدمت لبلاد الخليج بعد بني عُتبة ولا تنتمي لها عرقيًا بل الانتماء عن طريق الحلف فقط.

أما بعض المؤرخين الذين نسبوا آل بن علي (العتوب) إلى بني تميم العدنانية خطأ فهذا راجع لأن بعض أفخاذ آل بن علي من بني عُتبة السُّلَميين سكنوا فريحة في قطر، وكانت هذه الأفخاذ تُلقَّب (معاضيد) بسبب تعاضدها وتعاونها، وفي رواية أخرى تقول بسبب وسم على إبلهم كان يُعرف بهذا الاسم.

وهذا الشيء قد خلق الالتباس عند بعض النسابين ووهم بعضهم أن هؤلاء من معاضيد بني تميم في بلاد قطر والذين هم من معضاد بن مشرف التميمي والذين منهم حكام قطر حاليا.

وأما ما ذكره عثمان بن سند في (سبائك العسجد) من أن قبيلة بني عُتبة ليست من أصل واحد ولا يجمعها نسب واحد وأنها أشتات تجمعت تحت هذا الاسم.

فأقول: الصحيح أن عُتبة معروفة النسب لبني سُلَيْم ومعها أحلاف من أُسر معروفة من وائل دخلت تحت مُسمَّى هذه القبيلة وقد استقلت فيما بعد هذه الأسر العريقة باسمها بعد أن اعتلت حكم البحرين والكويت كما هو معروف.

وكما تقدم أن اسم العُتبي لم يذكر في الوثائق والملكيات من أراضي ونخيل في البحرين وقطر إلَّا لآل بن علي وهم بني عُتبة، فكان أحدهم يقال له فلان العُتبي، وفيما بعد أصبح ينفرد أحدهم باسم "البنعلي" فقط.

ورواة البنعلي يحفظون أنسابهم إلى بني سُلَيم، ويذكرون أنهم من أحفاد الخنساء، وهذا التواتر صحيحًا؛ لأن الخنساء ترجع إلى خُفاف وسنورد تحليلًا يؤكد نسب بني عُتبة إلى نفس فرع الخنساء الشاعرة السَّلَمْية المشهورة في الجاهلية وصدر الإسلام، وقد ذكرت مجلة الوثيقة البحرينية (العدد الثالث) السنة الثانية، رمضان

<<  <  ج: ص:  >  >>