فوق التل وكان من أهل الصلاح والتقوى ولا يخشى في الحق لومة لائم. وقال نعوم شقير عن ذلك: وكان سليمان المذكور من أهل الصلاح والتقوى فرأى الترك قنديلًا أضاء فوق جثته. وثمة إشارة يوردها الدكتور عبد الكريم رافق حول الضريبة التي فُرضت على المساعيد وتمرد الأمير سليمان الولي الصالح بقوله: ولا ندري إذا كان المنطار هذا هو نفسه الذي أعطى اسمه إلى ضريبة منطقة عُرفت بضريبة ولي الله تعالى الشيخ أبو علي المنطار، وكانت ظاهر غزة من الجهة الشرقية.
قلت: والشيخ أبو علي هو سليمان بن عمرو المسعودي وعلي أكبر أبنائه، ولا توجد له سلالة والظاهر أنه قُتل معه.
قال الرواة: وبعد تأكد الجند المماليك من الضوء تركوا الجثث للكلاب، فلما اقتربت الكلاب إلى الجثث لتأكلها وأرادت افتراس جثث الأمير سليمان ومن معه فرَّت وهي تنبح!، فلما تبين لهؤلاء الجند كرامة هؤلاء وكبيرهم الأمير سليمان قاموا بدفن هذه الجثث بإكرام، وقيل قاموا ببناء قبة على الأمير سليمان عند التل الذي كانوا ينطرونه بالأمس، أي يحرسونه فسمي سليمان المنطار (١) وعُرف هذا التل بتل المنطار أيضًا وهو تل يرتفع نحو ١٧٠ قدمًا عن سطح البحر، ولا تزال القبة قائمة حتى الآن والعرب من أهل قطاع غزة يزورونه حتى الوقت الحاضر.
وقال نعوم بك شقير: فدفنوه بإكرام وبنوا قبة فوق قبره لا تزال قائمة والعرب تزورها إلى اليوم.
وقال عارف العارف في ذكر تل المنطار: وفيه مزار الشيخ علي وكنيته سليمان، وعلى قول اسمه سليمان وكنيته أبو علي واشتهر بالمنطار، وكان جامعا واليوم مزار فقط.
وقد كان لأهل غزة موسم يحتفلون فيه بزيارة الأمير سليمان الشهير بالمنطار في أوائل الربيع من كل سنة في يوم الخميس ويسمونه بخميس المنطار، حيث كانوا يخرجون جميعًا رجالا ونساء وأولادًا من صباح الخميس حتى العصر.
(١) قيلت رواية أخرى عن تسمية المنطار وهي: أنه عندما قُتل الأمير سليمان وقد ضربه أحد فرسان المماليك الأتراك طارت رأسه من جثته فوق تل عال ولم يجدوها لكي يأخذونها إلى السنجق أو الحاكم، وقد جاءت التسمية عندما سأل الجنود عن أعجوبة اختفاء الرأس وشيوع أنها طارت فقالوا مَنْ طار؟ أي يسألون عن رأس مَنْ التي طارت ويبحث عنها القادة فسمي المنطار .. والله أعلم.