للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واسم الحباب ظل شائعًا لدى بني سُلَيْم عبر الأجيال وفي مختلف الأمكنة، ويُطلق على من سكنوا منهم الأندلس وإفريقية وسورية وغيرها، وفي قرية "الكامل" بديار بني سُلَيْم واحد منهم اسمه (حامد بن حُباب) ويشغل وظيفة رئيس هيئة الأمر بالمعروف هنالك، ومقامه بقرية (مهايع).

ومن الأسماء الشائعة لدى بني سُلَيْم اسم: (العباس) واسم (مِرْداس)، فهذا عباس بن أنس بن عباس بن مرداس، وهذا العباس جد محمد نقاش الفضة وهو محدث مُترجمٌ، وهذا عباس بن الوليد بن صبح المحدث أيضًا، وعباس بن رعل كان أحد القادة السُّلَميين في حرب الفجار.

والعباس: مبالغة في (عابس)، ومعنى (عابس): الطالح المكروه لقاؤه، وقد سمت العرب عباسًا وعابسًا (١).

أما (مرداس) فمن سُمِّي به: مرداس والد العباس بن مرداس، ومرداس والد عُتبة، ومرداس بن علَّاق وغيرهم، ومعنى (مرداس) لغة: ما يُدَكُّ به من مِدَكٍّ صلب عريض، ولعل هذا المعنى هو الذي جعل هذا الاسم يشيع بين السُّلَميين لما فيه من معنى الصلابة والدَّكِّ والدَّقٌ، وفي "الاشتقاق" لابن دريد أن (مرداسًا) من الردس: ضربك الحجر بحجر مثله (٢).

ومن الأسماء الشائعة لدى بني سُلَيْم: (قَيْسٌ)، وممن سُمي به في الجاهلية عند سُلَيْم: (قيس بن خُزاعي) الذي أمَّرهُ قيصر الروم على فلسطين، وقيس بن شبيبة التاجر بمكة في أواخر الجاهلية، وقيس بن نسيبة الصحابي.

وكان اسم قيس شائعًا لدى العرب قبل الإسلام وبعده.

و (القَيْسُ) في اللغة: التبختر والشدة. وهما من الصفات المحمودة لدى عرب الجاهلية، وفي (الاشتقاق) لابن دريد أن (قيسًا) مصدر قاس يقيس قيسًا (٣).


(١) الاشتقاق، لابن دريد، ص ٤٥.
(٢) الاشتقاق، لابن دريد، ص ٢١٩، طبع مطبعة السنة المحمدية.
(٣) الاشتقاق، ص ٢٦٥؛ وجاء في بحث من "مجلة كلية الآداب السنوية بجامعة الرياض" المجلد الأول لسنة ١٣٩٠ هـ - ١٩٧٠ م، وعنوان البحث هو: (وادي ألاب) - بتخفيف اللام - جاء فيه أن اسم قيس يمكن أن نعتبره علمًا على شخص من الثموديين. وأقول عطفًا على ذلك أنه يشبه في تسمية الثموديين به اسم (حباب) الذي استعمله الثموديين أيضًا ولا يزال موجودًا لدى بني سُلَيْم حتى العصر الحاضر. هذا وإن=

<<  <  ج: ص:  >  >>