للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أسمائهم: (سفيان) وأصله من (السَّفَي)، ومن معاني السفي: كل شجر له شوك وواحدته: (سَفَاة)، ويقول ابن دريد: إنه (مشتق من "السافي" وهو ما سفته الريح من تراب وغيره) (١).

واسم سفيان على هذا التفسير يطابق فلسفة العرب التقليدية في جاهليتهم إزاء وضع أسماء أبنائهم، فهو تفاؤل بأنه سيسفي الريح على جثث أعدائه بأن يرديهم، أو أنه سيصير شجرًا شائكًا بالنسبة لهم، وممن سُمِّي منهم باسم (سفيان): والد الضحَّاك الصحابي، فهو الضحَّاك بن سفيان السُّلَمي.

ومن أسمائهم: "عمرو"، والعَمْرُ: بفتح العين وسكون الميم: الشجر الطوال، والحياة. والأشجار الطوال فأل حسن في التسمية باسمها - بأن تطول قامة المسمى بالاسم، (وإنَّ أعزاء الرجال طوالها)، وفأل حسن أيضا بطول العمر، لأن العَمر من معانيه: الحياة. وممن سُمي باسم "عمرو" منهم: عمرو بن عَبسة الصحابي الجليل ذو السابقة في الإسلام، إذ لقد كان رابع المسلمين، وعمرو بن الشريد، وعمرو بن عبد العُزَّى (أبو شجرة السُّلَمي)، وأحمد بن عمرو (أخو أشجع السُّلَمي) وكان شاعرًا مثل أخيه. ويدخل تحت ضِبْنِ اسم عمرو: عُمَرُ، وعمارٌ، وعُمَيْرٌ، وعامِرٌ، وعمران .. فاشتقاقها كلها من (العمر).

ومن أسمائهم الذائعة: (مَعْن)، والمَعْنُ: الطويل والقصير، والقليلُ والكثير، وهذا التناقض والتضاد في معاني (المَعْنِ) جعل لها مكانة خاصة في مفاهيم العرب، فمعن: طويل النجاد، ومعن ماء فياض كثير زلال ومنه (المعين) للماء، ومَعْنٌ: قصير بالنسبة لذويه وقليل بالنسبة لهم أيضًا ولكنه طويل وكثير بالنسبة لأعدائهم، وقد راق للعرب التسمية باسم (معن) لما تحتويه الصيغة من معانٍ طيبة من أهمها: الماء الفياض، والماء عماد الحياة، وإذن سيكون من سمى بمعن عمادًا للحياة في القبيلة جوادًا فياضًا بالمكارم، وممن سُمي من بني سُلَيْم بمعن: مَعْنُ بن أبي عاصية، ومعن بن يزيد الصحابي وغيرهما.


(١) الاشتقاق، ص ١٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>