مالك بن حارث (حمار الفزازي)، وعادت فرس هاشم حتى دخلت في جيش بني سُلَيْم فأخذوها، وظنوها فرس الفزازي الذي قتله خُفاف، ورجع الجيش حتى دنوا من صخر أخي معاوية، فقالوا: أنعم صباحًا، فقال: حُييتم بذلك، ما صنع معاوية؟ قالوا: قُتل، قال: فما هذه الفرس؟ قالوا: قتلنا صاحبها، قال: إذن أدركتم ثأركم، هذه فرس هاشم بن حرملة.
هذا، وفي (معجم ما استعجم) للبكري أن (حوزة) هي (حورة) بالراء المهملة سواء في ذلك يوم حوزة الأول أم الثاني التالي: (مادة حورة) وقيل أنها (الجورة) أيضًا).
ولمقتل معاوية أزمع صخر أخوه أن ينتقم، وأن يثأر لأخيه القتيل من قاتليه، فأغار عليهم في يوم حوزة الثاني، وتمكن من قتل دُريد بن حرملة أخي هاشم بن حرملة رئيس بني مُرَّة، ثم قام رجلٌ من بني جُشَم من هوازن هو عمرو بن قيس الجُشمي، بقتل هاشم بن حرملة، فاستراحت بذلك بنو سُلَيْم، وسُرَّت الخنساء بمقتل المُرِّي، ولها شعر كثير في ديوانها ترثي به أخويها: معاوية وصخرًا، ولها أبيات ميميةٌ قدرت فيها بسالة الفارس الجُشَمي قاتل هاشم بن حرملة (١).
هذا، وقد علل كتاب "أيام العرب في الجاهلية" غزو معاوية السُّلَمي لبني مُرَّة بأنه عشق امرأة أحدهم وهو هاشم بن حرملة - فامتنعت وأخبرت زوجها بذلك، وقال: إن اسم هذه المرأة هو "أسماء" المُريَّة.
وكان لقاؤه لها في سوق عكاظ، في موسم من مواسم العرب، وقد أضافت إلى امتناعها منه أن قالت له:(أما علمتَ أني عند سيد العرب: هاشم بن حرملة؟) فأحفظه ذلك، فقال:(أما والله لأقارعنَّهُ عنكِ!) قالت: (شأنك وشأنه) ورجعت إلى هاشم فحدثته بما قال معاوية، وما قالت له، فقال هاشم:(فلعمري لا نريم أبياتنا حتى ننظر ما يكون من جهده)، ثم التقيا، فقال معاوية:(لوددت والله أني قد سمعت بظعائن يَنْدُبْنَك)، فرد عليه هاشم بما أحفظه، فلما انصرم
(١) قلت: وقتل الجُشمي من هوارن للمُري الغطفاني بدافع التعصب منه لقرابة هوازن لسُلَيْم، فهما من رجل واحد هو منصور بن عكرمة، وغطفان بعيدة عنهما في قيس عيلان، فهما أترب لبعضهما دون قبائل قيس الأخرى.