وتردد إليها مرات وجاور بها كرات، سمع منها الحفاظ والأعيان من العلماء، وبالغوا في الثناء عليه.
وهو ضليع في علوم الحديث والقراءات والفقه والخلاف والنحو واللغة، وله مصنَّفات فيها، وكان زاهدًا متورعًا كثير العبادة، وقد جاور بمكة سنين كثيرة.
وله تفسير كبير يزيد على عشرين سفْرًا، وتفسير أوْسَطُ في عشرة أجزاء، وصغيرٌ في ثلاثة أجزاء، واختصر صحيح مَسلم في جزأين، وله كتاب "الضوابط الكلية في علم اللغة العربية" وكتاب "الكافي في النحو"(ولم يتمه) بقي منه يسيرٌ، وكان مالكيَّ المذهب كأكثر أهل الأندلس والمغرب.
وفاته
توفي بين الزعقة أو الرعقة أو غزة، وبين العريش في مُتَوجَّهِهِ من مصر إلى دمشق، ودُفِنَ بيومه بتَلَّ الزعقة، وكان ذلك اليوم يوم الإثنين منتصف شهر ربيع الأول سنة ٦٥٥ هـ، وَكانت له كتب كثيرة بيعت بعد وفاته في نحو من سنة وكان فيها نفائس.
نماذج من شعره
ومحمد بن عبد الله السُّلَمي هذا كان يقول الشعر، وشعره أقرب إلى شعر الفقهاء الأدباء، قال:
قالوا محمد قد كبرْتَ وقد أتى … داعي المنون وما اهْتَمَمْتَ بذاد
قلتُ: الكريمُ مَنِ القبيح لضيفه … عند القدوم مجيئه بالزاد
ومن شعره عندما دخل بعض بلاد العجم، ولم يُغبأ به كأيِّ غريب مجهول وافد:
أيُجْهَلُ قَدْري في الورى ومكانتي … تزيد على مرقى السماكين والنسر
ولي حَسَبٌ لو أنه متقسم … على أهْلِ هذا العصر تاهوا على العصر
وقال عندما دخار هرات في إحدى رحلاته العلمية الواسعة في أنحاء العالم الإسلامي آنذاك: