الشمال فرع وقد استقر في وادى الفارعة (نابلس - فلسطين) وفرع اتجه غربًا وهم مساعيد العريش وسيناء الذين تفرع منهم أولاد سليمان في مصر، والفرع الثالث هم مساعيد شمال الحجاز الذين تفرَّع منهم الأحيوات، وقال في حديثه عن مساعيد الحجاز: لا توجد صلة تدل على انتساب المساعيد للحويطات بل ليست هناك أي علاقة قربى بينهم، وأضاف يقول أن المساعيد يذكرون أنهم نزحوا لوادي الليف قديمًا، وقال: إن المساعيد هم القبيلة الأم لكل من مساعيد وأحيوات سيناء ومساعيد الطور. وفي رحلته إلى أرض مدين شمالي الحجاز في شباط عام ١٩٥١ م قال سنت جون فلبي المعروف بعبد الله فلبي يذكر المساعيد في حديثه عن وادي عفال قال:"بدو المساعيد هم أصحاب النخيل والوادي بأسره". وأضاف قائلًا: أن أحد شيوخ المساعيد ويسمى محسن قد دعانا لزيارة خيمته التي تبعد قليلًا في أسفل وادي عفال، ولكنه بات من الضروري عليَّ أن أتجاهل هذه الدعوة لأنني دعوت سعدًا ورجاله لتناول طعام العشاء معنا، وأضاف يقول: أنه قد عيَّن دليلًا جديدًا عوضًا عن زيد وكان اسمه عيد محيسن من قبيلة المساعيد، وذكر فلبي فيما كتبه عن أحداث يوم ١٦ شباط ١٩٥١ م فقال: وقد تقدمنا من البدع على امتداد سلسلة جبال درك لإلقاء نظرة أخيرة على بئر موسى (١) والتقينا في الطريق بالشيخ محسن من المساعيد الذي أصر على دعوتنا للغداء في مضارب قبيلته، ولكن الوقت كان يقارب الثانية بعد الظهر ولم أجد بدًّا من أن أرفض دعوته مرة أخرى، ومع ذلك فقد أرفقت رفضي هذه المرة لهذا الكرم منه بهدية مناسبة له جعلت الشيخ يغادرنا مسرورًا. قلت: الشيخ محسن الذي ذكره فلبي هو محسن محمد الطرفاوي من الطرافية الأمراء، وكان شيخ عام للمساعيد في بر الحجاز بالمملكة العربية السعودية وقتئذ وقد تولى ابنه الآن مكانه بعد وفاته، وأشار فلبي إلى بعض الأماكن التي تحمل اسم المساعيد ومنها جبل عظيمة المساعيد وهضاب المساعيد الواقعة غربي منطقة بئر ابن هرماس وإلى الجنوب الشرقي من محطة ذات حاج.
(١) بئر موسى كان حتى عهد قريب معروفًا في أرض مدين قرب البدع وهو الذي استسقي منه موسى بن عمران عليه السلام أغنام بنات النبي شعيب، وقيل أن غطاء البئر لا يحركه عشرة رجال من أولي القوة وقد رفعه نبي الله موسى؛ لأن الله جعل قوة كل نبي بأربعين رجلًا كما ورد في الأحاديث.