للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيا ابن الذي حَنَّ الحصا في يمينه … وأكرم من وَافى مِنىً والمحصب (١)

وخَيْرَ إمامٍ كان بعد ثلاثة … مَضَوْا سَلَفًا أرواحُهُمْ لم تشعب

هو الثالثُ الهادي بهَدْيِ محمد … على رغم أنف الساخط المُتَعَتِّبِ

فقلت: أنا القائل، ووالله لئن احتملت (٢).

وقد ترجم له ابن الجراح في كتابه "من سُمِّي من الشعراء عمرًا" ترجمة واحية، وقد تَحَصَّلْنَا في هذا الكتاب على إكمال النقص المذكور آنفًا، والذي ورد في آخر ترجمة كتاب "الورقة" لابن الجراح نفسه، في النسخة المطبوعة بالقاهرة والتي أشرف على تحقيقها الدكتور عبد الوهاب عزَّام وعبد الستار أحمد فراج. ويدل الهامش الذي دوناه أسفل من هذه الورقة والذي كتبه المحققان على أنهما لم يطلعا على كتاب "من سُمِّيَ من الشعراء عمرًا" وهذه هي تكملة النقص المذكور: "قال: قلت: نعم، أعزك الله، أنا قائلُ ذاك، ووالله لئن احتملتُ رَحْلي حتى أُصَيِّرَ هذه الرحلة بيني وبينك ليأتينَّك مني ما قال زهير:

لَئِنْ حللتَ بَجوٍ في بني أسد … في دين عمرو وحالت بيننا فدكُ

ليأتينَّكَ مني منطق قَذع … باق كما دنَّس القبطيةَ الودكُ

قال: فقال: ادْنُ لا حَيَّاك الله - وأوسع لي إلى جنبه، وأوقر لي رواحلي تمرًا. اهـ (٣).

وقد أورد ابن الجراح في كتابه (من سُمِّيَ من الشعراء عمرًا) شيئًا من شعر عمرو بن مُسَلم أبي المُسلم الرياحي هذا بعد أن قال عنه: إنه مديني حسن الشعر يمدح ويهجو وله حظ من أدب، فمن شعره الذي أتحفنا به ابن الحراج قوله عن نفسه:


(١) هذا البيت على هذه الرواية فيه إقواء، فقد كسرت كلمة (المحصب) تمشيًا مع القافية، وكان حقها أن تفتح؛ لأنه معطوف على منصوب.
(٢) كتيب "الورقة" لأبي عبد الله محمد بن داود بن الجراح، ص ٧٣، طبعة دار المعارف بالقاهرة هذا، وقد عقب المحققان لكتاب الورقة على العبارات الختامية. "ووالله لئن احتملت" عقبا عليها بقولهما في الهامش (ههنا تبقى عبارة الأصل ناقصة).
(٣) الورقة ٦٢ من كتاب "من سمى من الشعراء عمرًا" والمخطوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>