الحوَّات الأحيوي أنه ليس بين أمراء المساعيد في فلسطين وبين الأمارة المساعيد في مصر على عهد الأمير علَّان الضامن المسعودي إلا خمسة جدود، نقلًا عن سعيد البعيَّرة من مساعيد مصر، فإذا ما عددنا جدودهم على عهد الأمير علَّان وجدنا ما يلي:
الأمير علَّان بن ضامن بن بركات بن خليل بن محمد أبو الفتيا المسعودي؛ وبعد هذا نجد أن عدد الجدود وهو خمسة وهم لم يزيدوا منذ عهد الأمير علَّان الضامن إلا جيلين أو ثلاثة على الأكثر، أي أن مساعيد فلسطين لا يبعدون عن الأمارة في مصر إلا بثمانية جدود على الأكثر.
وإذا كنا قد وجدنا أن الأمير بركات المسعودي قد شارك في الحرب الأهلية عام ١٢٧٢ هـ الموافقة لسنة ١٨٥٧ م فإن أباه الأمير خليل يعد من رجال أواخر القرن الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر للهجرة، أي أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر للميلاد؛ في حين أن جده الأمير محمد أبو الفيتا هو من رجال القرن الثاني عشر للهجرة أو الثامن عشر للميلاد، وقد ذُكر في بحث للأستاذ راشد بن حمد الأحيوي المسعودي في مجلة العرب سنة ٢١ ص ٨١٦ - ٨٢٠ نقلًا عن مصادر فرنسية إن المساعيد من قبائل جبل الكرمل وشواطئ نهر الأردن في نهاية القرن الثامن عشر للميلاد حوالي عام ١٧٩٩ م، وهذا كله يؤكد أن بطون المساعيد قد أخذت بالهجرة من ديار فلسطين باتجاه الديار المصرية وغيرها، وتبقَّى من الأمارة بقايا احتفظت بالأمارة إلى يومنا هذا. ومما توفر لدينا من معلومات نستطيع القول أن أمراء المساعيد في الديار النابلسية في فلسطين ومشارقها باتجاه نهر الأردن هم أصلًا من بطن من الأمارة من المساعيد الذين استقروا في الديار المصرية بعد مذبحة غزة وقتل الأمير سليمان بن عمرو الشهير بالمنطار في أواخر القرن السابع للهجرة.
وكان أمراء المساعيد في القرن العاشر الهجري يأخذون أموالًا طائلة إنعامًا عليهم دون درك (١)، وكانت ديارهم ببلاد الكرك وحول القدس الشريف وببلاد الخليل إبراهيم عليه السلام.
(١) دون درك أي ليس عليهم حراسة للحجاج وخاصة من هم في فلسطين والأردن.