للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما جلا أولاد علي عن برقة إلى صحراء مصر الغربية بعد حربهم مع العبيدي كما أسلفنا خلا الجو للعبيدات واتسعت عليهم البلاد، فصار يحدهم من الشرق بلدة السلوم على الحدود المصرية، ومن الغرب مدينة سوسة وكانت تسمى قديمًا أبو لونيا أيام الإغريق اليونان، وللعبيدات نصف هذه المدينة ويصعد حدهم مع مجرى الماء الذي في الوادي الذي فيه العين التي تسقي البلاد، وتمتد جنوبًا حتى سور القراوي، فنصف غوط الأرانب فقطارات سابق فأبيار عبد الراؤق فالعفسة. وكانت العبيدات أكبر قبيطة من حيث العدد فبلغوا مع حلفائهم عام ١٣٤٨ هـ حوالي ستين ألف مسلح!!، كما تخالط العبيدات قبائل مصراتة وزليطن وتاجوراء وكانت هذه القبائل الليبية تستقر في المدن المسماة بها فنسبوا إليها، فلما نزلوا الجبل الأخضر في برقة طلبوا من حبيب العبيدي زعيم الحرابي كلها في برقة أن يمنحهم مدينة درنة يجعلونها موطنًا لهم، فأجابهم إلى طلبهم جودًا وكرمًا منه عليهم وجعل لهم حدودًا لا يجاوزها البادي نحوهم، فكان الحد من الغرب عقبة جوة ومن المشرق عين بنت وكل من الحدين يمتد أفقيا حتى الصحراء جنوبًا في منطقة برقة، إلا أن تلك القبائل اكتفت بالمدينة وما قاربها من الساحل وأرض الفتاح والضهر الحمر، ومرت سنون على هذه الحالة فانتُزع منهم الباقي فيما بعد.

وقد بقيت هذه القبائل الثلاث في مدينة درنة محتفظة بأسمائها، وكل حدث بعدهم ينضم إلى قبيلة من القبائل الثلاث ويصبح في تعدادها مثل قبيلة الخرم وأصلهم من الحوَّتة واندمجوا في قبائل مصراتة، وعائلات العكاوي والحجربي وفائد وأبو سدرة والإمام وقد اندمجوا في ازليطن، أما نسبهم فقد قال المؤرخون أن التواجير المنسوبون إلى مدينة تاجوراء كلهم ينسبون إلى بني حميد بن جارية بن وشاح بن عامر بن جابر بن فايد بن رافع بن ذباب بن مالك من بُهْثَة بن سُلَيْم

<<  <  ج: ص:  >  >>