تُدعى الكرافلة وهم بقايا من الأتراك العثمانيين الذين حكموا البلاد الليبية عدة قرون مثل باقي البلاد العربية، ومدينة بنغازي كبر مساحة وعمرانًا الآن من مدينة درنة، ومن قبيلة مصراتة خدَّام القطب الشهير الشيخ أحمد زرُّوق وقد يشك البعض أنهم من قبيلة الحسون وينسبونهم إلى مصراتة، وذلك الشك ناشئ من حادث وقع مع الشيخ أحمد الزرُّوق ذلك أنه مر بمكان بقرب مدينة سرت، فتعرض له فعه لصوص وشرعوا في أخذ ما معه حتى خلعوا ملابسه ولم يتركوا له لباسًا يستر به عورته، فقال شخص من الذين برفقة الشيخ للصوص: قد تركتم المال الذي يخبئه الشيخ في لباسه، فهجم اللصوص على الشيخ وأرادوا نزع ملابسه كلها، فاستغاث وتضرَّع إلى الله، فظهرت معجزة وكرامة لهذا الولي؛ وذلك أن الشخص الذي باشر نزع الملابس للشيخ غرقت رجله في الأرض فصاح أمام الحاضرين يستغيث، فلما رأى اللصوص ما حلَّ بهم وعجزوا تمامًا جاءوا إلى الشيخ أحمد خاضعين، وأراد الله هدايتهم على يديه فتابوا عن قطع الطريق واستمر ذلك الشخص في خدمة الزُّروق، ولما قدم الشيخ أحمد الزُّروق إلى مصراتة قابله محمد بن سليمان أبو زقية من قبيلة مصراتة بالبشر والترحيب وأوقف نفسه على خدمته وأسس له زاوية وجعل لها وقفًا من ماله الخاص، ثم تتابع الوقف على زاوية الزُّروق من أهل الخير حتى صارت من المعاهد التي يلجأ إليها الآن طُلَّاب العلم، ولا تزال ذرية بورقية فيهم نفارة على وقف هذه الزاوية إلى عصرنا هذا، والذي يشك في أنهم ليسوا من مصراتة يقول أنهم أبناء الشخص الذي قدم على مصراتة مع الشيخ أحمد زرُّوق وهو من قبيلة الحسون، والحقيقة أن هذا الرجل مات في خدمة الشيخ ولم يعقب أولادا، وللشيخ أحمد زرُّوق فائدة يُعرف بها رخاء العام من المحل أو الجدب وهي:
انظر شوال فإن أحدًا … أو سابقيه فرخص زائد وسعه
أو رابعًا أو خميسًا فاللطيف لنا … وبين بائتين وما تبعه