فيها عبد النبي!! وصدقت نبوءته وقد توفي فعلًا في هذه السنة، وقامت حرب كبيرة بين الجوازي وأبناء عمومتهم العقاقرة (أولاد علي والحرابي) وكان مع الجوازي العواقير والفوايد والمغاربة وكلهم من برغوث الأكبر إخوة لهم، وكذلك كان مع الجوازي بعض قبائل المرابطين أو سُلَيْم أو الأشراف مثل زويَّة والفواخر والشهيبات، وكان القائد للجميع عبد النبي مطيريد، وقامت المعركة في موضع يقال له كاركورة وقد كانت النساء من الجانبين خلف المحاربين وهن يشجعنهم على القتال، وكانت قارعة الطبل للعقاقرة تُسمى آمنة رو والتي تدق الطبل للبراغيث والجوازي تُسمي حبق، ولما أصيب ابن حبق في المعركة غنت آمنة فرحًا وردت عليها حَبَق لما شاهدت ابنها يتوجع من إصابته قائلة: بلا جضيض ياعيِّل انعنك فدا عبد النبي!، .. هنا توضح محبة شديدة لعقيدهم عبد النبي بن مطيريد. وفي حروب محمد علي باشا في السودان التحق بجيشه المسافر نحو ٦٤٠ محاربًا من الفوايد، و ٢٠٤ من الجوازي وقد قاموا بأعمال حربية مجيدة .. ومن سلالة عبد النبي مطيريد عمَّار بيك المصري وله تاريخ سياسي وحربي مجيد، ومن خلفه علي بيك المصري، والكيلاني المصري وأيضًا له أحفاد منهم الدكتور جمال مطيريد والعقيد محمود مطيريد، وكان حمود المصري بيك - رحمه الله - أحد شيوخ قبيلة الجوازي الذين كان لهم تاريخ مُشرف في ثورة عام ١٩١٩ م في مصر.
وتضم قبيلة الجوازي (١) فخوذًا كثيرة منها الأطرش، ولطيف، وأبو الجواد، وعبد السلام، وأبو غرارة، وأبو خلفابة، والمنفي، والأنقط، وسرير، والأدبك، ولوجلي، والهارجي، وباسل، وشلابي، والأدهس، وزيدان، والمنفي، والجرمة،
(١) الجوازي: قال عنها المؤرخون على رأسهم أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد الذي ينتمي إلى هذه القبيلة العريقة من السعادي من عرب سُلَيْم العدنانية: نزل الجوازي إلى مصر من برقة قبل قرنين وهي من أقوى قبائل عرب الصعيد المصري، وتمتد منازلهم من البحيرة حتى المنيا، ودخل منهم جماعات في أسيوط وأكثرهم أو مقرهم في محافظة المنيا، ودخل منهم قسم في جيوش العربان عام ١٨٨٣ م فبلغوا ٤٢% من مجموع الجيوش مجتمعة وهذا يدل على قوة الجوازي وغناها بالرجال والفرسان والخيول الصافنات الجياد، وذكر لطفي السيد أن شيخ عموم الجوازي عام ١٩٣٥ م كان فخر القبائل كيلاني عمر المصري ويقيم في المنيا.