للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولنوح عليه السلام بنون هم:

الأكبر (يافث)، والأوسط (سام)، والأصغر (حام).

- أما يافث فقد تناسلت منه أمم وشعوب كثيرة وهم كثر عددًا من نسل أخويه سام وحام، فمن يافث الترك ومن في جنسهم من القبجاق والتتر والغز أو السلاجقة والهياطلة والخلج والشركس والخزر والصقالبة والصين والإفرنج والقوط واليونان ويأجوج ومأجوج (الذين ينزلون من مقرهم من كلّ حدب ينسلون ويشربون المياه في طريقهم في آخر الزمان، وبنى عليهم ذو القرنين سورًا من الحديد والنحاس في مكان لا يعلمه إلَّا الله)، وقد اختلف الرأي في الروم (١) هل هم في نسل يافث أم من نسل عيصو بن إسحاق بن إبراهيم - عليهما السلام، والله أعلم.

- وأما الابن الأوسط سام ففيه عمود النسب أي النبوة، ونسله أقلّ عددًا من أخويه يافث وحام ومنه العرب والآشوريون والسريان والفُرس والكُرد والكنعانيون والنبط والأرمن وغيرهم من الشعوب في المنطقة العربية كبني مدين (٢) وبني يعقوب (٣) (إسرائيل).

- أما حام بن نوح الابن الأصغر فتناسلت منه أمم وشعوب منها المصريون القدماء (القبط)، والكوش (السند والهند)، والسودان بأنواعها من الزنج والحبش والنوبة وزويلة، واختُلف في البربر الذين يسكنون بلاد المغرب حتى الآن هل هم من حام أم من غيره؟. وقيل رأي أنهم كنعانيون من ولد سام، وذهب نسَّابة إلى


(١) نفى العلَّامة ابن حزم وجود نسل لعيصو (عيسو) أو مدين من ولد الخليل إبراهيم عليه السلام (الجمهرة) وعليه فالروم من يافث، وقال بعض العلماء: إن الأدوميين في شرق الأردن في زمن موسى عليه السلام من نسل عيسو.
(٢) بنو (مدين) هو ابن إبراهيم عليه السلام وهم أصهار سيدنا مرس عليه السلام.
(٣) بنو (يعقوب) عليه السلام وهو ابن اسحاق عليه السَّلام بن إبراهيم عليه السَّلام.
* قال ابن خلدون في العبر: كان لمدين مع بني اسرائيل (يعقوب) حروب بالشام، ثم تغلب عليهم بنو إسرائيل وانقرضوا جميعًا (ج ٣ ص ٨١)، وكان مدين قد تزوج بابنة لوط وتناسلت منه قبائل سكنت معان وشمال الحجار فعتت مدين وكفرت وبخست الميزان فأرسل الله فيهم شعيبًا نبيًا وكان شعيب يُسمى خطب الأنبياء لفصاحته وبلاغته، وقال عنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ابن عباس: ذاك خطيب الأنبياء .. فحص أهل مدين أمر الله فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في ديارهم جاثمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>