للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أثناء انهزاماتهم من البراعصة وبقي بموقع (المزيلقة) منتجع خليط من جميع قبايل العبيدات وأتباعهم لعدم مقدرتهم على الرحيل فسمع بهم البراعصة وجاءوهم لإبادتهم ولكن الحظ في هذه المرة ساعد العبيدات فقد كان المحل الذي نزل به العبيدات صعب المسالك لا يمكن لأي إنسان أن يدخل إليه أو يخرج منه لصعوبة مسالكهـ وليس من السهل أن تصل إليه الخيول، وهنا حارت سرية البراعصة فلم تستطع المتقدم ولا المتأخر وأخذ أهل المنتجع يقاتلونهم حتى أبادوهم فأسفرت هذه المعركة عن انتصار العبيدات وخذلان البراعصة في هذه الواقعة الأخيرة والفاصلة وفي أثناء المعركة بين منتجع (المزيلقة) وسرية البراعصة كان هناك بمنتجع البراعصة بعض من رجال العبيدات للمفاوضة في شأن الصلح، وكان جميع رجال البراعصة قد ذهبوا (إلى المزيلقة) وكان العبيدات يسألون النساء ومن بالمنتجع بقولهم أين الرجال فيجابوا بأن الرجال ذهبوا ليسقون خيولهم، وفي هذه الحالة كانت الخيول تأتي بالأموات إلى المنتجع في صفة سرية فأدرك العبيدات ذلك وقالوا للبراعصة كان (البئر مزدحمًا). وعقب هذه المعركة المذكورة والتي كان فيها العبيدات هم أهل المقدرة تصالح الطرفان صلحًا طيبًا وتصافيا وتجدد بينهما ود وإخاء لَمْ يكن قبل، وانسحب البراعصة من أراضي العبيدات التي كانوا قد استحوذوا عليها عنوة وأبطل حكم أبو بكر حدوث على العبيدات وتضاءل نفوذه على جميع الحرابي وتنازل عن قصره بموقع القيقب إلى العبيدات، ولم يعرف السعادي الذين يحدثوننا عن حرب وقعت بين قبيلة وأخري كهذه الحرب التي وقعت بين العبيدات والبراعصة، فقد انتهت بتصافي الفريقين وبحسن العلائق وتجديد الروابط وبالمودة التي دونها كلّ المودات وبتبادل الاحترام والتقدير وحتى لما كانت الحرب بينهم فعندما توقف ساعات القتال يضيف أحدهما الآخر في أمن وسلام يتبادلون الإكرام وعندما تشتبك الحرب يذهب كلّ منهما لقومه لتجديد الحرب ولم تعرف هذه العادة عند غير العبيدات والبراعصة، أما عن المودة القائمة بينهما اليوم فحدث ولا حرج.

<<  <  ج: ص:  >  >>