ذلك رسميًّا في عام ٤٣٣ هـ (١٠٤١ م)، ولكن القائد بن حماد في دولته بالجزائر أو ما كانت تسمى بالمغرب الأوسط كان يعترف بسيادة الفاطميين، وقد تلقى في مقابل هذا الاعتراف لقب "شرف الدولة". وحينما اجتاح عرب بني هلال وبني سُلَيْم وأتباعهم تونس لم يداخل بني حماد أي انزعاج أو خوف؛ ولذا أعلنوا ترحيبهم بالغزوة ومهدوا الطريق للتفاهم مع رعمائها.
وبادر القائد بن حماد إلى توطيد دعائم دولته، فهاجم حمامة بن معز بن زيري بن عطية وهزمه ثم أكره ابن باديس على عقد صلح معه عام ٤٤٣ هـ (١٠٥١ م)، وكان المعز بن باديس تد توصل لحصار قلعة بني حماد في ذلك الحين.
ولما خرج المعز عن طاعة الخليفة الفاطمي المستنصر بالله نهائيًّا قبيل عام ٤٤٣ هـ استغل القائد بن حماد هذه الفرصة وأمر بأن تكون خطبة الجمعة باسم الخليفة الفاطمي، وبذلك أشهر استقلاله عن بني عمومته الزيريين في تونس، وحدث بعد ذلك بقليل أن وصل الغزاة الهلاليون وأتباعهم إلى الأراضي التونسية، ثم قضوا على سلطان بني زيري أصحاب القيروان في عام ٤٤٥ هـ - ١٠٥٣ م، ومن ثم ظن بنو حماد أن سيادتهم على المغرب الأوسط (الجزائر) قد تحققت وأنها ستظل في مأمن من صروف الدهر زمنًا طويلًا، وتوفي القائد بن حماد عام ٤٤٦ هـ وتولى بعده ملك من الأسرة اسمه بلكين بن محمد بن حماد، وكان ولي العهد للقائد بن حماد وهو ابن عم المحسن وتوصل بفضل مهارته الحربية إلى إخماد فتنة أشعل نارها أخو القائد وعم المحسن (من نفس الأسرة)، وكان الملك الحمادي القائد قد بعثه على رأس جيش لهذا القتال، غير أن القائد بن حماد لم يكن مطمئنًا لبلكين، ولذا عهد إلى رعيمين من زعماء العرب هما خليفة بن مكن، وعطية الشريف بالفتك به، ولكن هذين الزعيمين بادرا إلى إبلاغ بلكين بالمؤامرة فثار وأشركهما معه في القبض على المحسن الذي قد هرب إلى القلعة وتوصل إلى قتله عام ٤٤٧ هـ - ١٠٥٥ م، وانتفضت مدينة بسكرة بتحريض عاملها جعفر بن أبي رمان عام ٤٤٧ هـ - ١٠٥٥ م فأنفذ إليه بلكين خلف بن حيدرة فقضى على الفتنة وأحضر زعماءها إلى القلعة وأعدمهم، وبعد أربعة أعوام في عام ٤٥٤ هـ - ١٠٦٢ م تقدم بلكين نحو المرابطين في المغرب الأقصى وردهم إلى