كانت مواطن عامر بن زغْبَة في قبلة تلمسان مما يلي المعقِّل وكانت مواطنهم في آخر مواطن زُغْبَة من الجزائر وكانوا مع بني يزيد بن زُغْبَة حيًّا جميعًا وكانوا يغلبون غيرهم في مواطن حمزة والدهوس وبني حسن لميرة أقواتهم في المصيف ولهم على وطن يزيد بن رُغْبَة ضريبة من الزرع وفروعهم في القرن الثامن الهجري يعقوب، وحميد، وشافع. وبنو عامر في الوقت الحاضر (١٣٥٠ هـ/ ١٩٣١ م) من أشهر وأعظم القبائل العربية في بلاد الجزائر وكانوا ينتشرون في كل العمالة الوهرانية ثم نزحوا إلى مضاربهم الحالية واستوطنوها، وكان لهم القدح المُعلَّى في مجاهدة الأسبان مع بني زيان، وحافظوا مدة الاحتلال العثماني على كل الامتيازات والحقوق التي تخصهم، فلما جاء الاحتلال الفرنسي البغيض انضموا عن بكرة أبيهم إلى الأمير عبد القادر الجزائري وجاهدوا جهاد الأبطال حتى النهاية، ثم تركوا أوطانهم وهاجروا إلى المغرب الأقصى ولكنهم لم يلقوا قبولًا حسنًا فاضطروا إلى الرجوع زرافات ووحدانا محتمين بالدواشر الذين كانوا يحاربون إلى جانب المستعمر الفرنسي إثر الاحتلال فاستعادوا مضاربهم وقد ضعفوا كثيرًا وذهبت أعاصير السنين بأرضهم ومالهم فلم يبق لهم إلا القليل. قلت: وكانت قبيلة عامر قبل الغزو الفرنسي عام ١٨٣٠ م في نزاع مستمر مع قبيلة هاشم (الغرابة) والتي ينتمي لها الأمير عبد القادر وهي من الأشراف من قريش، ولكن بعد الغزو الفرنسي لم يكن بين العنصرين إلا إلإخاء والمحبة وقد كانت كلا القبيلتين تحارب جنبًا إلى جنب في صفوف جيش الأمير عبد القادر وكذلك في فترات الثورات المتقطعة إبان القرن التاسع عشر الميلادي، وفي عام ١٩٥٤ م كانت القبيلتان قد قدمتا المزيد من الرجال والأبطال والشهداء في سبيل تحرير الجزائر. (١) عدي من جُشم بن بكر بن هوازن لم يفصل عنهم المدني وهم في عمق الصحراء الجزائرية بنواحي غرداية. (٢) أكثر قبائل الِمعقِّل في المغرب في الوقت الحاضر.