شمال شرق بئر السبع وجاوروا عرب القيسية جنوب بلاد الخليل، إلا أنهم سرعان ما اختلفوا مع هؤلاء فقد قام رجل قيسي بضرب ناقة لهم فقام أحدهم بضرب يده بالسيف فقطعها، فارتحلوا جنوبًا نحو الظُلَّام من بلي (ضمن قبيلة التياها) في نواحي السبع، وقد ساكنوا الظُلَّام في الفَرعة شرق بئر السبع إلا أنهم أيضًا لم يمكثوا طويلًا معهم فقد قتل أحدهم رجلًا من الظُلَّام!! فارتحلوا نحو بئر مذكور جنوبًا مع ميل إلى الشرق شرقي وادي عربة حيث يقطن الأحيوات أقاربهم، وقد سار إليهم رجال من وجهاء الأحيوات واستقدموهم إلى وادي عربة، ثم بعد رمان ارتحلوا نحو جبل يلق شمال غرب نخل بوسط سيناء وهناك فرغ ما لديهم من الماء فكادوا يهلكون عطشًا، إلا أن الله تعالى لطف بهم فجاءت كما يُروى سحابة أمطرت عليهم فشربوا وارتووا، وتذكارًا لتلك المعجزة الإلهية لهؤلاء القوم من المساعيد صنعوا رِجْمًا على شكل دائرة يحيط على مقدار الأرض التي سقط عليها المطر، وقد استقروا هناك وفي هذه المنطقة توفي سليمان المجَرِّب المسعودي فدُفُن بموقع عرف بالمجَرِّب في جوار جبل يلق، وهو مزار للبدو بتلك المنطقة ويزوره الصفايحة كل عام، وللصفايحة نخيل حتى هذا العهد في البدع ضمن نخيل قومهم من المساعيد هناك، وقد استوطن الصفايحة بعد تكاثرهم في شرق بلاد التيه وغربي وادي عربة ضمن بلاد الأحيوات، ثم أخذوا مع فروع أخرى من الأحيوات يمتدون في غرب بلاد التيه وهناك أوجدوا ديارًا خاصة بهم بعد أن نازعوا قبائل تلك المنطقة من العيايدة والتياها وغيرهم، وقد استقروا بتلك المنطقة فآلت إليهم ديار أخوتهم الأحيوات من نسل سعد صادق الوعد، قال نعوم شقير: بلاد الأحيوات شرقي بلاد التياها وغربيها فبدنة الصفايحة تسكن غربي التياها من جبل حسن إلى بئر مبعوق، وأشهر مراكزهم جبل المغارة والجفجافة وسر الحقيب وعين صدر وجبل بضيع وجبل أم خشيب وجبل الجدي وجبل سحابة غرب جبل أم لاطية وجنوب جبل حميد وجبل العرف وديارهم اليوم تمتد تقريبا من ثمادة البروك شمال نخل إلى جبل يلق عبر شرقي الجفجافة إلى جبل المغارة في الشمال الغوبي ثم إلى جبل حميد غربًا ثم إلى جبل أم خشيب في الجنوب الغربي مرورًا بغربي سر الحقيب ثم إلى نقب الراكنة في الجنوب الشرقي ببلاد العجَمة مرورا بخشم الملح والمرقب، وفي منطقة جبل أم خشيب تلتقي حدود الصفايحة بحدود العيايدة