للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قدر المؤلف المدني (١) عدد بني هلال وبني سُلَيْم حين قدومهم إلى بلاد المغرب بين الثلاثمائة والخمسمائة ألف وهو متقارب في تقديره مع المؤرخ العكاك.

ولم نجد مصدرا يذكر حالة القبائل العربية الحاضرة وأسماءها ومراكز انتشارها في الإقليم التونسي مع أن هذا الإقليم كان من أول محطات وأول مجال نشاط القبائل العربية تحت راية الفتح وبعده وخاصة قبائل بني هلال وبني سُلَيْم.

ولقد قال مؤلف كتاب "هذه تونس" الذي ذكرناه قبل (٢) أنه لا يوجد قبائل رحَّالة في القطر التونسي إلا في المنطقة الوسطي وأن السلطة لو اعتنت بمسائل الري لاستقرت هذه القبائل أيضًا، حيث يفيد الكلام أنه لا يزال توجد جماعات عربية تعيش عيشة القبيلة والبداوة استمرارا على ما كان من أمرها وإن كان يفيد في نفس الوقت قلة هذه القبائل واندماج معظم القبائل العربية التي وفدت على هذا القطر في حياة مدنه وريفه.

ولقد كتبنا لعلَّامة تونس الكبير الأستاذ حسن حسني عبد الوهاب نطلب منه بيانا شافيا فأرسل إلينا مذكرة نسجل له هنا من أجلها شكرنا الجزيل، ومما تضمنته المذكرة:

١ - أن أرومات عربية كثيرة من المستقرين في مدن القطر التونسي لا تزال تحتفظ بأنسابها إلى قبائل لخم وتنوخ وتجيب والأزد وجذام ومهرة القحطانيين وإلى بني تميم وفهر من العدنانيين الذين جاءوا إلى شمال إفريقيا في القرنين الأول والثاني في ظروف حركة الفتح.

٢ - أنه لم يبق معروفا في البلاد التونسية من بني هلال إلا قبيلتا دريد ورياح، وأن بقية القبائل التونسية هي من فرع بني سُلَيْم وهي متفرقة في أنحاء الجمهورية التونسية وكان أغلبها إلى عهد غير بعيد يعيش عيشة القبيلة ثم استقر بعضها في أماكن وقرى معينة يزرع الأرض ويربي الماشية، بينما ظل بعض آخر يعيش عيشة التنقل وراء الكلأ والماء؛ منه من يفعل ذلك بين القرى في فصلي


(١) ص ١٣٨.
(٢) ص ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>