- وذكر عن الأشراف العلويين حكام المغرب حتى الوقت الحاضر:
في ص ١٠٩ قال:
الدولة العلوية تأسست سنة ١٠٥٠ هـ/ ١٦٤٠ م وبانقراض دولة السعديين عاشت البلاد في اضطرابات عنيفة، وقام المطالبون بالملك في عدة أماكن، وأصبحت وحدة البلاد مهددة من جديد، ولكن ظهور الأشراف العلويين وضع حدًّا لهذه الفتن والحروب وأخضع البلاد برمتها لسلطة مركزية مغربية وشيد القلاع والحصون في سائر أطراف البلاد، ومد اليد للدول الأوربية فعزر أواصر الصداقة بين المغرب وجيرانه بعدما أجلى المغيرين من الأجانب عن تراب المملكة وأوفد السفراء إلى الغرب وجعل للمغرب مكانة محترمة بين الدول المعاصرة له.
وسار خلفاؤه من الملوك الأشراف على خططه فعرف المغرب في أيامهم نهضة شاملة في الحضارة والعمران، وأصبح للمغرب أسطول بحري يفتخر به وتوثقت صلات المغرب في عهدهم بالشرق والغرب، وأخذ الملوك العلويون بأسباب الرقي والحضارة التي عرفتها أوروبا أخيرًا حتى أصبح للمغرب شأن ومقام بين الدول المعاصرة له.
وفي ص ٢٢٩ قال عن أصل الأشراف العلويين:
تحت عنوان سجلماسة: مدينة تاريخية اندثرت الآن، أسسها في أواسط القرن الثاني بنو مدرار الخوارج الصفرية.
وأضاف: في هذه المدينة وما حولها استقر الأشراف العلويون عندما قدم جدهم الأعلى الشريف الحسن بن قاسم أو الحسن الداخل، وذلك في آخر القرن السابع للهجرة.
قلت: لم يوضح هنا الصدِّيق هل قدومه من داخل المغرب أم من الحجاز.
والصحيح أنه قدم من بلاد الحجاز من ينبع النخل عام ٦٦٤ هـ من ذرية الأشراف الحسنيين ينتهي نسبه إلى محمد النفس الذكية ابن عبد الله الكامل ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، ومن المعروف أن لمحمد النفس الذكية خمسة إخوة هم إدريس (١) فاتح المغرب بعد منتصف القرن الثاني الهجري، وموسى الجون وإبراهيم ويحيى وسليمان.
(١) للأدارسة كتاب من إعداد صاحب الموسوعة - انظر عنه - نشر في دار الفكر العربي بالقاهرة عام ١٩٩٤ م وعنوانه "الإنصاف في تاريخ الإشراف بالمغرب الأقصى".