السليمات نزلت فصائل كثيرة من شتى عشائر السليمات من نواحي تبوك بشمالي الحجاز إلى الديار المصرية من عدة قرون، واستمر نزوحهم حتى منتصف هذا القرن العشرين الميلادي، وتوطن قليل منهم في الوجه البحري وأغلبهم في شرق النيل بصعيد مصر من الجيزة حتى قنا، وبعضهم توطن في الفيوم وفي قرى غرب النيل بالمنيا وبني سويف وسوهاج، والسليمات من أقوى فروع بني عطية في مصر وهم قوم جبارون، وكانوا حتى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي يغزون القبائل العربية في سيناء قادمين من الصعيد وينهبون الإبل ويعودون بها إلى ديارهم، وقد سببت هذه الاعتداءات المستمرة من السليمات على قبائل العرب في سيناء الحرج الشديد لعشائر وفصائل المعازة (بني عطية) المسالمين والقاطنين في ضفة قناة السويس الغربية، وطبعا كانت قناة السويس لم يتم حفرها بعد، وحدثني أحد كبار بادية بني عطية من الجبيلات (المصابحة) في الإسماعيلية أن إبلهم كانت تتعرض للنهب من قبل قبائل سيناء من الترابين والتياها والعليقات وغيرهم من المعتدَى عليهم من السليمات (المعازة) الساكنين في الصعيد المصري شرق النيل، وهذا لأن قبائل العرب في سيناء تريح نفسها من عناء الطريق ومشقة السفر للصعيد فيأخذون إبل المصابحة باعتبار أنها معازية أو من بني عطية، وفي نظرهم أنها تسد في إبلهم المنهوبة من سليمات بني عطية!، وهذا الأمر دفع على حد قوله أن قام الجبيلات (المصابحة) وبعض عشائر الخمايسة إلى تغيير وَسْم الإبل التي يملكونها، أي لا يضعون وَسْمًا (علامة) على إبلهم للمعَّازة ولكنهم يضعون وَسْم قبيلة العيايدة وهي المحلة، والعيايدة كانت وما زالت تسكن معهم في غربي قناة السويس (١) والسليمات بعشائرهم في مصر يملكون الأراضي الزراعية في بني
(١) أخبرني الشيخ عودة أبو حسب الله من الخمايسة عشيرة الهلولي أن هناك فصائل من المعازة (بني عطية) دخلت في العيايدة من فترة طويلة مثل الحمدات وسيأتي التوضيح عنها، والعنايقة، والزوايرة، والبعاعرة.