الثالث نواحي تبسَّة إلى باجة. وقد بسط ابن خلدون الكلام عن أهل هذه النواحي فهاك عبارته:
"ومن هوارة بأرض التلول من إفريقية ما بين تبسَّة إلى مرماجنة إلى باجة ظواعن صاروا في عداد الناجعة من عرب بني سُلَيْم في اللغة والزي وسكنى الخيام وركوب الخيل وكسب الإبل وممارسة الحروب وإيلاف الرحلتين في الشتاء والصيف في تلولهم، وقد نسوا رطانة البربر، واستبدلوا منها فصاحة العرب، فلا يكاد يفرق بينهم، فأولهم مما يلي تبسَّة قبيلة ونيفن، ورئاستهم لهذا العهد في ولد بعرة بن حناش بن ونيفن لأولاد سليم بن عبد الواحد بن عسكر بن محمد بن بعرة، ثم لأولاد زيتون بن محمد بن بعرة ولأولا حمان بن فلان بن بعرة، وكانت الرئاسة قبلهم لسارية من بطون ونيفن، ومواطنهم ببسائط مرماجنة وتبسَّة وما إليهما، وتليهم قبيلة أخرى في الجانب الشرقي منهم، يعرفون بقيصر، ورئاستهم في بيت بني مؤمن ما بين ولد زعزاع وولد حركات، ومواطنهم بفحص أبة وما إليها من نواحي الأربس، وتليهم إلى جانب الشرق قبيلة أخرى منهم يعرفون ببصوة، ورئاستهم في بيت الرمامنة لولد سليمان بن جامع منهم، ويرادفهم في رئاسة بصوة قبيلة ورمانة ومواطنهم ما بين تبرسق إلى حامة إلى جبل الزنجار الإطار على ساحل تونس وبسائطها، ويجاورهم متساحلين إلى ضواحي باجة قبيلة أخرى من هوارة يعرفون ببني سليم، ومعهم بطن من عرب مضر من هُذَيْل بن مدركة بن إلياس جاءوا من مواطنهم بالحجاز مع الهلاليين عند دخولهم المغرب واختلطوا في هذه الناحية بهوارة، ومعهم أيضًا بطن من رياح ينتمون إلى عتبة بن مالك بن رياح، ومعهم أيضًا بنو حبيب من مرداس بني سُلَيْم، والجميع مثل هوارة في الظعن والمغرم".
"هؤلاء الظواعن من هوارة وغيرهم أهل بقر وشاء وخيل ولسلطان إفريقيا عليهم وظائف من المغرم مقرر وبعث من العسكر مفروض يحضر بمعسكر السلطان