للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لتبكي كل باكية أخاها … كما أبكي على بر بن قيس

تحمل عن عشيرته فأضحى … ودون لقائه أنضاء عيس

ومما ينسب إلى تماضر أيضًا:

وشطت ببر داره عن بلادنا … وطوح بر نفسه حيث يمما

وأزرت ببر لكنة أعجمية … وما كان في الحجاز بأعجما

كأنا برًا لم نغر بجيادنا … بنجد ولم نقسم نهابًا ومغنمًا

وإذا كان الرواة قد أطلقوا لخيالهم العنان فرسموا لنا الصورة المتقدمة عن خروج بر الأبتر من الحجاز ولحاقه مع أمه بقبائل البربر بفلسطين فإنهم لم يرسموا صورة مماثلة عن خروج البربر البتر أبنائه من فلسطين ودخولهم إلى المغرب، إلا ما يذكرونه من هجرة الكنعانين بعد انهزامهم أمام بني إسرائيل، وقد سبق لنا أن اليهود هم الذين سموا أولئك الكنعانيين بربرًا فحملوا معهم الاسم وعرفوا به وحده أثناء انتقالهم إلى المغرب وبعده.

ويتألف البربر البتر بن شعوب كثيرة يجمعها أربعة أجذام (١):

١) أداسة بنو أداس بن زحيك بن مادغيس الأبتر بن بر بن قيس بن عيلان، وبطونهم كلها في هوارة؛ لأن أم أداس تزوجها بعد زحيك بن مادغيس - أوريغ ابن عمه برنس والد هوارة على القول بأن مادغيس وبرنس أخوان، فدخل نسب بنيه كلهم في هوارة.

(٢) بنو لوا الأكبر بن زحيك بن مادغيس الأبتر، ومنهم بطنان عظيمان: نفزاوة بنو نفزاو بن لوا الأكبر، ولواتة (٢) بنو لوا الأصغر المسمى باسم أبيه.

(٣) نفوسة بنو نفوس بن زحيك بن مادغيس الأبتر، وهم من أوسع قبائل البتر وفيهم شعوب كثيرة.


(١) الجذم في اللغة الأصل، يقال جذم الشجرة، وجذم القوم، وجذم الأسنان منابتها، وجذم الرجل أهله وعشيرته، وفي الحديث (لم يكن رجل من قريش إلا له جذم بمكة).
(٢) ولواتة يرى بعض المؤرخين أنها قبيلة الكاهنة المعروفة في الفتوح الإسلامية، والبعض الآخر يرى أن الكاهنة من جراوة من زناته.

<<  <  ج: ص:  >  >>