١٨٠٠ م، وأشهر فروعها بالسودان البراعصة والزنيمات والبراطيخ، ويقطن بنو رشيد كرعاة للإبل في المنطقة الغربية من مدينة كسلا عاصمة الإقليم الشرقي، ويعملون بالإضافة إلى الرعي في التجارة بين أسواق السودان ومصر والسعودية، بينما استقرت أقلية منهم في العمل الزراعي بمشروع خشم القربة في أراضي البطانة بالسودان.
وبنو رشيد يعتبرون من أغنى القبائل في السودان، إذ إنهم يتاجرون في الإبل التي يصل ثمن الواحد منها في أسواق مصر أكثر من ألف جنيه بينما يصل سعر الهجن إلى أسعار خيالية.
ورغم ثراء بني رشيد فالرشيدي مازال يسكن في بيت الشعر ولا يودع أمواله في البنوك، ويمتلك أحدث أنواع الأسلحة النارية بدءًا بالطبنجة إلى الكلاشينكوف و (الآر. بي. جي)، وما زال الرشيدي يفتخر بسيفه ويتمنطقه في غدوه ورواحه، وتتغنى نساء بني رشيد في السودان بفرسانهم الشجعان ويقلن:
ياللي يتمنى حربنا .. رصاص في كبد العدو ..
ربعي حماة الدار .. جاءت نقالة الحد الرهيف (١)
ومازال بنو رشيد يتغنون بأشعار العرب القديمة ويحكون قصة عنترة بن شداد العبسي وأبو زيد الهلالي وغيرهما، وبنو رشيد على الرغم من أنهم بدأوا حياة الاستقرار حديثًا في قرى أعطتهم إياها الحكومة السودانية، لكنهم لم يأمنوا لها فغادروها إلى حياة البداوة، لأن لهم قانونهم الخاص بهم، فرئيس القبيلة عندهم هو قاضيها وهو حاكمها وهو ممثلها لدى السلطات، فهو الذي ينفذ الأحكام خاصة إذا كانت إعدام القاتل أو قطع يد السارق أو رجم الزاني، ولكنهم يلجأون إلى المحاكم المدنية السودانية في حالات الخصومات مع القبائل الأخرى وما أكثرها في بلاد السودان.
- وفي كتاب السودان لمحمود شاكر ذكر بني رشيد من قبائل السودان وقال: بنو رشيد هي قبيلة قدمت حديثًا من بلاد الحجاز في القرن التاسع عشر، وأقام بعضهم في إقليم طوكر، وانتقل بعضهم إلى إقليم عطبرة.