للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد هاجرت هذه القبيلة من بني رشيد من مواطنهم القديمة بنجد والحجاز عبر البحر الأحمر عام ١٢٨٨ هـ (١)، وعددهم ألف نسمة بسبب قتال وقع بينهم وبين عدد من قبائل الجزيرة المجاورة لها، وقد سبق الإشارة إليه، وقد اضطروا بعدها عبور البحر الأحمر إلى السودان فيما معهم من مواش (إبل وغنم) ومتاع حيث استطاعوا عبور البحر بمسافة ثلاثة أيام وليالي متواصلة كما ذكر شاعر منهم في يوم ذلك بالقصيدة التالية:

يا فاطري من بعد مرتع تهامه … وأرض الحجاز ونابيات الرسومي

اليوم في بحر عسى به سلامه … إن جاه ريح راح موجه يعومي

ثلاثة أيام حسابا تمامه … متوجهين بك مغيب النجومي

وهناك نزلت هذه العشائر النازحة من مواطنها بالجزيرة العربية، ونزلت في الصحراء الشرقية المعروفة أيضًا بصحراء البجة وكسلا بالسودان، ومنهم من نزح إلى صعيد مصر ومنهم من نزح إلى أريتريا ببلاد الحبشة، وهم الآن لا يزالون في صحراء البجّة بالسودان، وفي صعيد مصر وبلاد الحبشة قسم قليل منهم بالوقت الحاضر.

وليست هجرة بعض فروع بني رشيد إلى السودان هي الهجرة الوحيدة بل هاجر أفراد منهم من الحجاز ونجد إلى بلاد الشام (٢) ومنهم من هاجر إلى دولة الكويت.

قلت: وللرشايدة في الكويت مكانًا مرموقًا ومنهم أعضاء في مجلس الأمة الكويتي أذكر منهم: عباس مناور، ومبارك الدويلة، وعلي أبو حديدة، ومبارك الخرينج.

ونذكر من زعماء بني رشيد في الكويت أيضًا براك النون وخالد بن نزال بن رعية، وابن نمران وآخرون.


(١) نقلًا عن كتاب نعوم شقير - تاريخ السودان ص ٦٠ من الجزء الأول.
(٢) ذكر رضا كحالة في معجم قبائل العرب أن عدة عشائر في بلاد الشام تسمى بني رشيد، والراجح أن بعضها ينتمي بالفعل إلى بني رشيد الأصل في الحجاز ولربما نجد بعضهم ذهب للشام أيام الثورة العربية على العثمانيين. ولكن الصلات مقطوعة خلاف من هم في الكويت أو السودان أو مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>